ندعو الله أن يوقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونبايعه على الولاء والطاعة ملكاً للمملكة العربية السعودية. لقد شكل الملك سلمان أُنموذجاً اقتصادياً واجتماعياً يعكس سلوكه العملي والإنساني، مما يجعلنا نتوقع منه إحداث تحولات وليس تغييرات اقتصادية واجتماعية تسجل له إنجازات تاريخيه تضعه في مصاف الملوك العظماء الذين قدموا لأوطانهم ومجتمعاتهم أعظم الإنجازات. إن القائد (الحاكم) هو الشخص الذي يستطيع أن يحدث تحولات كبيرة في مجتمعه بأسره، لما يتمتع به من سمات قيادية خاصة به تجعله قائدا عظيما لا يمكن نسخها. هكذا يعرف القائد العظيم بأفعاله وبالإجراءات التي يتخذها لإنشاء مجتمع سلمي ينعم برفاهية اقتصادية واجتماعية ويكسب نصرة دولته وحمايتها من الاعداء والطامعين في الاخلال بأمنها واستقرارها. نعم الملك سلمان لديه أهداف عظمى ومن المتوقع ان يترجمها على ارض الواقع خلال الخطة الخمسية العاشرة (2015-2019) التي تمتد على مدى الخمس سنوات القادمة ليسجل انجازات لم يسبق تسجيلها في تاريخ المملكة. لكن ما هي تلك الاهداف العظيمة في شكلها ومضمونها وما مدى واقعيتها وإمكانية تحقيقها عبر المكان والزمان؟. نحن نعرف الملك سلمان جيدا بأنه صاحب القرارات السلمية والحكيمة التي تسهل الصعاب وتذلل العقبات وتكتشف الامكانيات وتعزز القدرات الاقتصادية والاجتماعية لكي يسعد الشعب السعودي وينعم برخاء اقتصادي واجتماعي مستدام ومتصاعد. كيف لا وهو الذي دمج مجموعة من الهيئات والمجالس في مجلسين وهما مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لكي ينقل اقتصادنا الى مراحل متقدمة. نتوقع ان تشهد المملكة نقلة اقتصادية تؤكدها زيادة اجمالي الناتج المحلي من 2.8 تريليون ريال في 2014 الى 4 تريليونات ريال في نهاية 2019م، ليرتفع نصيب الفرد السعودي من هذا الاجمالي من 136 الف ريال الى 194 الف ريال أي بنسبة 43%، ويقفز نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة من 3.59% الى 6% خلال نفس الفترة. وهذا التحول الاقتصادي الكبير سوف يستند على تحسين مؤشرات تنويع القاعدة الاقتصادية وذلك بزيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة من 56.5% في 2014 الى 70% لينخفض مساهمة النفط الى 30% في نهاية الخطة العشرية. وكذلك رفع نسبة الصادرات السلعية غير النفطية الى الواردات السلعية بالأسعار الجارية من 34.2% في 2014 الى 49% مع نمو الصادرات السلعية غير النفطية من 7.79% في 2014 الى 15% ومع خفض نمو الواردات السلعية بالأسعار الجارية الى 10% في نهاية الخمس سنوات القادمة والتي نمت بنسبة 1.35% في 2014. ان الرفاهية الاقتصاديه لمجتمعنا تزداد مع تناقص معدل البطالة بين السعوديين، لذا نتوقع ان تنخفض من 11.6% في 2014م الى اقل من 3% خلال نفس المدة مع تحفيز المنافسة بدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتسهيل الاجراءات التي تعزز الاستثمارات المحلية وتجذب الاستثمارات الاجنبية نوعيا وليس فقط كميا، كما ان زيادة نسبة تملك السعوديين لمساكنهم الى 80% عن نسبتها الحالية تحول الاحلام الى حقائق وتتحقق الاهداف. ان هذه الاهداف العظمى تتعاظم بتنويع مصادر دخل الدولة بتقليص اعتمادها على النفط الى 50%، وتطبيق قانون انفق(مدخلات) 20% واحصل على مخرجات بنسبة 80%، مما يمكننا من استكمال البنية التحتية من طرق وقطارات ومطارات وطاقة بديلة ومستدامة نحو مستقبل أفضل يتحقق على يدي الملك سلمان الذي يأخذ بزمام المبادرات وبرؤية واضحة مع طموحا عالٍ يواصل تحقيق النجاحات. فقد قال والده الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه"أنا لست من رجال القول الذين يرمون القول بغير حساب. فأنا رجل عملي، إذا قلت فعلت".