المتتبع للأخبار التي أعقبت نبأ وفاة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- رحمة واسعة يعلم حجم هذا الرجل الكبير بقيمته ومقامه على المستوى الدولي والإقليمي والعربي، فهذا الرمز الكبير والقائد العظيم أوجد لنفسه ولأبنائه المواطنين السعوديين مكانة بين الأمم نظراً لما تتميز به سياسته الخارجية من حكمة وروية ألجمت أفواه الأعداء الذين كانوا وما زالوا يكيدون لبلادنا الآمنة الكثير من المكائد رغبة في اختراق أمنها والعبث بمقدراتها. إن العالم بأسره وهو ينعى الملك الراحل عليه رحمة الله بهذه الصورة الضخمة لهو بمثابة الاعتراف بتلك المكانة المرموقة التي تسنمها حكيم العالم بحنكته ودعوته للسلام ودفاعه عن قضايا أمته العربية والإسلامية ليعطي بذلك رسالة للعالم أجمع أن الإسلام هو دين العدل والسلام ودين الوسطية والاعتدال مبتغياً في أعماله كلها رضا الله جل وعلا. ويرى العالم أجمع أن يوم الجمعة الذي أعلن فيه رحيل الملك الصالح الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن دنيا الفناء إلى رحمة الله تعالى هو يوم مشهود بعد أن قطع أغلب زعماء العالم زياراتهم وبرامجهم للمشاركة في عزاء فقيد الوطن ووالد المواطنين في عاصمة بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية الرياض، التي غصت بأغلب زعماء العالم الذين عبروا عن جهود الراحل في تطوير بلاده المملكة العربية السعودية ودوره المؤثر إقليمياً ودولياً. لقد كانت رقاب العالم بأسره طوال فترة حكمه يرحمه الله ملوية تجاه المملكة العربية السعودية ينظر بعضها بعين الإعجاب لقفزات التنمية الشاملة التي شهدتها عموم مناطق ومحافظات المملكة من تعليمية واقتصادية وسكانية وزراعية وأمنية لتتفاجأ أن المملكة العربية السعودية وبعد إعلان وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وانتقاله إلى رحمة الله تنتقل السلطة فيه بسلاسة ويسر إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ورعاه الذي بمبايعة من جميع أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الذي تسابق صغاراً وكباراً لتقديم واجب العزاء في فقيدهم الغالي الذي رحل إلى ربه الكريم في يوم كريم. رحم الله الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولأبناء ملك الإنسانية وأفراد الشعب السعودي في الفقيد الكبير رحمه الله رحمة واسعة. وبعد أن رحل ملك الإنسانية وانتقل إلى جوار ربه كان للمواطنين وقفة مشرفة مع قيادتهم الرشيدة حيث تسابق المواطنون إلى قصر الحكم لمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود كما كان الآباء وكنا منذ عهد المؤسس العظيم طيب الله ثراه إلى عهد ملك الحكمة والعلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. ومن المؤكد أن هذه القيادة الحكيمة هي امتداد لمسيرة البناء والعطاء التي أسس لها المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، والتي كانت ولا تزال بفضل الله تعيش نعمة الأمن والاستقرار خاصة، وإن للملك سلمان بن عبدالعزيز تاريخ حافل وشواهد نجاحات تحققت على أرض الواقع كونه -يحفظه الله- قد تمكن عند توليه إمارة منطقة الرياض من نقلها من مدينة عادية إلى مدينة متطورة تضاهي كبريات المدن العالمية رغم التحديات التي واجهته إلا أنه بوضوح رؤيته وصفاء نيته وامتلاكه لمقومات القائد الفذ تمكن من تحقيق جميع أهدافه وأصبحت الرياض مدينة متقدمة تبهر الزائرين وتلبي بمقوماتها احتياجات ساكنيها. إن المتأمل في القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحظة توليه الحكم ليدرك بُعد نظره وأنه رجل دولة متمرس في إدارة الحكم ورجل مواقف ثابتة حريص على مستقبل أبنائه المواطنين، خاصة وأنه منذ زمن بعيد أحد صناع السياسة السعودية متواصل مع جميع أطياف المجتمع من أصحاب الفكر والعلم والسياسة وأصحاب الأعمال الخيرية والاجتماعية يستمع لهم ويحاورهم ويمتلكون معه علاقات مبنية على الثقة واحترام الرأي. ولعل المتأمل في الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- يدرك بعد نظره خاصة وأن تلك الأوامر التي بلغت في مجملها 34 أمراً ملكياً ستساهم في رفع كفاءة الأداء وستدعم بكل تأكيد مسيرة التنمية والتطوير في عموم مناطق ومحافظات المملكة كونها أتت من قائد خبير في شؤون بلاده يحرص كل الحرص على مستقبل أبنائه، وبما يحقق لهم الرفاهية والعيش السعيد. وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحفظه ذخراً لوطنه وشعبه وأمته، وحفظ ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذين بايعناهم بقلوبنا في الساعات الأولى من البيعة، وها نحن نبايعهم بيعة شرعية على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في العسر واليسر والمنشط والمكره، داعياً الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها وأن يبعد عنها كل حاقد ومفسد.