لقد نعت وشيعت أرض المملكة العربية السعودية مساء يوم الخميس الموافق 2/4/1436ه، رجلاً زعيماً قائداً سطرت صفحات حياته أروع ضروب الوفاء والحنكة والقيادة الحكيمة لهذه البلاد، لقد فقدت المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله"، لم تفقده المملكة فحسب بل فقدته الأمتين العربية والإسلامية، فكان رحمه الله ببعد نظره وثاقب بصيرته معالجاً كثيراً من الأمور السياسية الشائكة التي اعترت المجتمعات العربية والإسلامية في ظل الأحداث السياسية التي حدثت مؤخراً على الصعيد العربي والإسلامي. لقد قاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" هذه البلاد على نهج والده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وعلى ما سار به أخوته الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد "رحمهم الله"، على كتاب الله وسنة نبيه، ليجعل المملكة نبراساً ورمزاً بين الأمم يحتذى به في تطبيق الشريعة الإسلامية. ولقد ازدهرت النهضة في عهده "رحمه الله" التي تمثلت في المشاريع التنموية الضخمة في شتى المجالات فأصبحت عنوان عهده الميمون، وعلى سبيل المثال تلك المشاريع المائية الكبرى التي شملت تشييد السدود وحفر الآبار وتحلية مياه البحر المالحة، وإنشاء محطات معالجة المياه وغيرها التي كان الملك عبدالله يوليها اهتمامه ويتابعها عن كثب، في سبيل تحقيق الرفاهية للمواطن إذا كان المواطن همه الأول وهو وصيته الأولى عندما يلتقي بالقادة والمسئولين. هذه النهضة رعاها ملك بفكرة وقيادة وحكمة جعلت بعد توفيق الله المملكة في مصاف الدول المتقدمة، وأنزل المملكة مكانة عظيمة ورفيعة يشار إليها بالبنان. فقد عَبَر بها "رحمه الله" إلى شاطئ الاستقرار والازدهار جعلها تقارع الدول المتقدمة في رقي حضارتها واقتصادها وأمنها ورفاهية عيش شعبها. إننا وببالغ الحزن والأسى نعزي أنفسنا وهذا الوطن بأكمله وعلى رأسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بهذا المصاب الجلل والفَقْد العظيم، فَقْدُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله". وإن ما يجبر عثرتنا ويعزي قلوبنا ويخفف من حزننا تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زمام الأمور ليكون هو القائد وملك المملكة العربية السعودية، ليسير بالمملكة وشعبها بخطى ثابتة متزنة حكيمة وعلى ما سار به والده الملك عبدالعزيز رحمه الله، وإخوته القادة العظماء "رحمهم الله" نحو تطبيق الشريعة الإسلامية والسعي إلى رقي ورفعة الأمة، ليكون خير خلف لخير سلف. رحم الله الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة وغفر له واسكنه فسيح جناته، وأدام عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالصحة والعافية، ووفق الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي لولي العهد، وحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها ووحدتها إنه لطيف خبير.