في بداية أسبوع حاسم حيال لبنان، بدءاً من اليوم وحتى الثلاثاء القادم، تنطلق مناقشات مجلس الأمن الدولي العلنية ومشاوراته المغلقة التي اصبحت الشغل الشاغل للرأي العام العالمي المتشوق لمعرفة «الحقيقة» أو شيء منها عن ملابسات جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وستكون البداية، اليوم، مع تيري رود لارسن، المكلف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، بمتابعة تنفيذ القرار (1559) الصادر عن مجلس الأمن والقاضي بالانسحاب السوري الكامل، عسكرياً واستخبارياً من لبنان وبنزع اسلحة كافة الميليشيات على الأرض اللبنانية. وسيقدم لارسن تقريراً لمجلس الأمن اليوم عن المراحل التي تم تطبيقها من القرار ولن يتطرق لارسن في تقريره إلى أي أمر يتعلق بتقرير اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالتحقيق في اغتيال الحريري وهي اللجنة التي يرأسها القاضي الألماني، ديتليف ميليس الذي سيقدم تقريره إلى كوفي عنان غداً الخميس بدلاً من يوم بعد غد الجمعة كما أعلن سابقاً. وسيمضي عنان يوم الخميس في نقاش مع ديتليف ميليس حول التقرير قبل رفعه إلى مجلس الأمن مع توصية، بناء على مناقشاته مع ميليس، بشأن تمديد عمل اللجنة إلى منتصف ديسمبر - كانون الأول أو عدم ذلك التمديد كما أن عنان سيقوم يوم الجمعة بإبلاغ الحكومة اللبنانية بكامل تقرير لجنة التحقيق الدولية. وعلمت «الرياض» من دبلوماسيين عرب في الأممالمتحدة توجهوا إلى تيري رود لارسن بالسؤال عن ما يعلمه من ما قد يتضمنه تقرير ديتليف ميليس وأن لارسن أبلغهم بالقول: «أنا لا أعرف ماذا في عقلية هذا الرجل فتقريره هو بينه وبين نفسه والعاملين معه، وصدقوني أنني لا أعلم شيئاً عن ماذا يحتوي عليه تقرير ميليس». وتحدثت معلومات لوزارة الخارجية اللبنانية عن استعدادات وتحضيرات تجرى في اطار الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر مشاورات جانبية تتناول ما سيطرحه تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من اجراءات تستدعي قراراً من مجلس الأمن، لاسيما بالنسبة إلى تأليف محكمة دولية. وقامت وفود من كتلة نواب «تيار المستقبل» أكبر الكتل النيابية في البرلمان اللبناني بجولات على سفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الدائمة وغير الدائمة العضوية في المجلس لإبلاغها رسائل إلى حكوماتها تلح على دعم مطلب إنشاء محكمة دولية خاصة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وسيزور سعد الحريري القاهرة اليوم للقاء كبار المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس المصري حسني مبارك في إطار التحرك الذي يقوم به لتحصين الوضع اللبناني عربياً ودولياً.