أي خبيئة بينك وبين ربك يا عبدالله، اي حسن خاتمة هذه التي لطالما نشدتها وسعيت لها، في الثلث الاخير من ليلة الجمعة بدأت الناس تدعو لك بالمغفرة والحناجر توحد الله وتتضرع بان يجعلك من اهل الجنة، في ساعة الاستجابة كان موعدك مع دار القوم المؤمنين، اي خبيئة بينك وبين ربك جعلت من الجميع يقفون اجلالا لهيبة الموت يتدافعون الدعاء والتواضع حتى يستجاب لهم، عشت عزيزا ورحلت عزيزا وهذا اجمل ما في الايمان حين نقف في حضرة الموت اننا كلنا عنده سواسية واليه مصيرنا. كنت تعلم ان الموت مصير محتوم ولا رغبة في حياة الا للعمل لخير البشرية، حين كنت تختم قولك دائما بان لا تنسوني من دعائكم كنت في قرارة نفسك قد الزمتها ان يا نفس لا تتكبري ولا تنسي ان اللحد هو المستقر الاخير لجسد فان، وان الباقي منك ويلحقك ليس الا عمل صالح وولد صالح وصدقة جارية، وهي لك جميعها ابا متعب اجتمعت بعملك وصدقاتك وكلنا اولادك ندعو الله ان يرحمك شاهدين على انفسنا يوم الموقف العظيم اننا يا رب أحللناه وسامحناه. الحديث في رحيل ابي متعب ليس الا بداية فرضها الإيمان بالقضاء والقدر علينا، كما في حياته عشنا التحدي في الحق لا نخشى الا الله. أبي ابا متعب بأمر الله عز وجل، لقد اهتزت المشاعر محبة لرفض الرحيل غير انه الموت والايمان بالله وقدره ما اخذنا الى التوحيد والدعاء ففاضت القلوب دموعا قبل ان تفيض بها المقل، عبدالله عاهدناه وبايعناه بالفداء والولاء ونذرنا أنفسنا له جنودا للدين والوطن. هو وطن التوحيد وارض الحرمين الشريفين التي تعهد بها الله وتعهد بمن يسهر على خدمة بيته وضيوفه، تحزنون لرحيل كبير لكنكم تفرحون لقدوم كبير اخر، بما يرتضيه الله لنا، اليوم وكل يوم نعلنها ان البيعة لمن تولى لاننا نعلم في يقين انفسنا اننا نبايع سلمان الخير الامين خادم الحرمين الشريفين لها وله البيعة وفاء وعهدا وولاء، نذرا على انفسنا لا يحللنا منه الا قاهر الملذات، البيعة لكم بما ارتضاه الله لنا وهيأ به لكم من الرشد، البيعة لسلمان ومقرن ومحمد اولياء امرنا بامر الله لهم من السمع والطاعة ولنا منهم العدل والانصاف. كم راهنوا يا وطني على اهتزاز رمالك وكم خذلهم الله في كل مرة يرحل كبير ويرمي في قلوبهم الرعب بحضور كبير اخر، سلمان ومقرن ومحمد، الحروف وان زدناها في وصف هذا الحدث تبقى قليلة، والعبارات ومهما شكلناها في رحيل ابي متعب تبقي لنا دائما جديدة، عزاؤنا ان الرحيل كان جميلا فيمن دعا له بالمغفرة من اهل الايمان. ولنا في ابي فهد ومعه مسيرة ودرب صلاح واصلاح، هنيئا لنا اننا انما نبايع خادما للحرمين الشريفين، هذه هي رحمة الله بنا وهذه هي دلائل نعمه ورضاه، لكم البيعة اليوم وكل يوم وشهدنا ان لا إله الا الله محمد رسول الله.