إن المصاب ليس كأي مصاب وإن الحزن ليس كأي حزن وإن الفاجعة ليست كأي فاجعة وإن اعتصار القلوب وانهمار الدموع وانهيار المشاعر ليس كأي انهيار، فعندما يهتز الكيان الشامخ أمام نظرك وأنت عاجز عن فعل أي شيء أمام قدر مقدر، ولكن إن الحدث حدث والبلاء وقع كالصاعقة على رؤوسنا شعباً وحكومة، فمن بالله يضمد جروحنا على فراق ملكنا (ملك الإنسانية)، فيا مالك قلوبنا ويا أمننا بعد الله في ديارنا، ويا ساكباً علينا عطاك، ويا زائراً لبيوت شعبك تنظر في أحوالهم بنفسك وتداعب أطفالهم وتقضي حوائجهم وترحم ضعيفهم، وتجيبهم عند تساؤلهم، وتحتوي الضال منهم حتى يعود إلى رشده، وكأنه ابن من أبنائك، فالقلم سرى وجرى وسقط على الأوراق يعانقها عناق مودع ليغرقها بحبره، ليكتب شيئاً عن فقيد العالم وهو يرتجف وبداخله الحب الذي سال بين السطور واندلق شاحباً تهتز له حزناً جميع الحروف، وتعزيه ويعزيها بخلو هذه الأرض من ملكها الغالي الرحوم العطوف على كل من سكنها وشمل بإنسانيته أقطار العالم. الخلاصة: عاشا ملكاً ومات ملكاً وخلف من بعده ملكاً يحذو حذوه ويكمل مسيرة العطاء والبناء والوفاء، وشعباً أبياً كان رجلاً أو امرأة، فتى أو فتاة، طفلاً أو طفلة، الجميع عانقوا راية التوحيد الخفاقة في سماء وطننا الغالي، وبايعوا سلمان ومقرن ومحمد على السمع والطاعة، فنحن السعوديين كالجبال تتفتت على ثباتنا المصاعب (ولا تهزنا الرياح).