من الأقوال في الحكمة (الحكمة ضالة المؤمن) ومن علامات المؤمن المستقيم توفر الحكمة في أقواله وأفعاله وسياسته وقد أسبغ الله على أسرة آل سعود أن هيأ لهم من أمرهم رشداً، منذ توحيد (المملكة العربية السعودية) على يد القائد الشجاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتوارث أبنائه على الحكم في هذه البلاد الكبيرة بمساحتها وقوة إيمان سكانها أصبحت من أقوى بلدان العالم في الأمن والاستقرار وفي التطور واستقصاء البحث والعلم في كل مجال. وقد اتصف أفراد هذه الأسرة العظيمة بسعة الصدر وحسن اللقاء وتوارث خصال المحبة والمودة والاحترام والتقدير. أذكر في صغري وعمري لا يتجاوز عشر سنوات منذ خمسة وستين عاماً أن مرّ الملك عبدالعزيز خارج البلدة التي أدرس فيها في المرحلة الابتدائية فهرع السكان لإقامة مخيم لاستقبال الملك وإبداء فرحتهم بمروره واستجاب لهم مبدياً فرحته بلقائهم وكلفني مدير المدرسة التي أدرس فيها إلقاء كلمة أمام جلالته وأذكر أنها عن العلم والجهل ومدى الفرحة باهتمام الملك بإشاعة العلم وفتح المدارس والقضاء على الجهل بالتدرج والحكمة. وطوال حكم الملك عبدالعزيز توطنت الحكمة والآراء السديدة في تيسير شؤون البلاد وحسن السياسة في العلاقات الداخلية والخارجية فانتشر التعليم بكل مراحله وتيسرت سبل المعيشة واستتب الأمن وراحة البال في كل مساحة المملكة العملاقة ثم توارث أبناء الملك عبدالعزيز هذه الخصال الخلقية والسلوكية على أحسن حال، ففي حكم سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان ارتفعت مكانة المملكة في العالم بفضل السياسة الحكيمة والرأي السديد وانتشار العلم وقوة الاقتصاد ومراعاة الأحوال والظروف. وأصبح الشعب السعودي قمة في التماسك والمحبة والاحترام وعلاقته بحكامه علاقة أخوية يسودها الاحترام والتعاون والمحبة. فلا عجب أن يهرع زعماء العالم للمشاركة في التشييع والتعزية بموت الملك عبدالله الذي يحبه شعبه وكافة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار لنزاهته وشجاعته وحكمته وقدرته على الاصلاح والتطوير وحسن سياسته في مجتمعه ووطنه وسائر بلدان العالم. وها نحن جميعاً نبايع الملك السابع سلمان بكل فخر وعزة وجدارة. فهو حكيم زمانه وسديد في الإدارة والسياسة وشاء الله أن يشد بعضده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد وهو من خيرة أبناء الملك عبدالعزيز، عسكري مهاب وإداري مهذب ويكتمل العقد بولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ذلك الشاب الحصيف الذي درس الإدارة والسياسة على يدي والده العظيم نايف -رحمه الله-. إنها أسرة كبيرة ويتصف أفرادها بحصافة وحسن سياسة لكل أمور الدولة والمجتع والعالم. رحم الله ملوك السعودية الذين ذهبوا إلى ربهم معززين مكرمين ونسأل الله للملك سلمان وإخوانه وأبناء إخوانه وأبنائه وأحفادهم الصحة والعافية والاستمرار في سلم الحكمة المتزنة وحسن السياسة الفائقة والتي احترمتها كافة الدول في العالم.