يعتبر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- من عظماء التاريخ، حيث يكمن سر قوة هذا الرجل في عقيدته وإيمانه وشدة تعلقه بالله سبحانه وتطبيقه لهذه العقيدة تطبيقا حقيقيا، فعندما علم ان الملك بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء، لم يلتفت غربا أو شرقا بل تعلق بالله وحده مستعينا به في بناء دولته وكان له العون والنصر من الله، ولما أعطاه الله الملك علم ان التمكين في الأرض وثبات الملك وحصول الخيرية في هذه البلاد، لا يتحقق إلا بنصرة دين الله وإقامة شرعه والدعوة إليه والنهي عن مخالفة أمره لقوله تعالى (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). وكما أسلفنا فقد جعل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- همه الأول خدمة الاسلام والمسلمين انطلاقا من ايمانه العميق بأن هذا الوطن يعتبر مهبط الوحي وقبلة العالم الإسلامي ومهد الرسالة العامة للبشرية وامتثالا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) ثم تتابع على حمل هذه الأمانة العظيمة من بعده أبناؤه البررة الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أحب شعبه فأحبوه، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته، وجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير ما جزى إماماً عن أمته. ولا شك أن الله سبحانه وتعالى يهيئ الأسباب لمن يختارهم الله عز وجل لمسؤولية الإمامة العامة للمسلمين، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - يعد واحدا من أهم أركان هذه الدولة المباركة حرسها الله، ورجل دولة جمع الله له بين القوة والأمانة والقدرة والمسؤولية مع الصفات الإنسانية النبيلة في شخصيته والتي يجمعها قول الحق تبارك وتعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، وكان منذ توليه العمل الرسمي وفياً لدينه ومليكه ووطنه ومحبا لهذا الشعب الكريم. ونخلص الى أن الأمانة والقوة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تجلت في كلمته للشعب السعودي عندما سأل الله عز وجل أن يمده بعونه وتوفيقه وأن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه، استشعاراً منه -وفقه الله- بعظم المسؤولية والأمانة التي أؤتمن عليها في حماية الدين وإصلاح الدنيا بما يحفظ الأمن والاستقرار ويحقق الخير والازدهار، اللهم يا ولي الاسلام وأهله نسألك أن تحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ووطننا الذي فيه أمننا، وأن توفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأن تمتعه بالصحة والعافية في دينه ودنياه.