دفع منتخب فلسطين ثمن قلة خبرته على الساحة القارية وسقط للمرة الثانية على التوالي في كاس اسيا 2015 لكرة القدم بخسارته الكبيرة امام جاره الاردني 5-1 أمس (الجمعة) ضمن الجولة الثانية من المجموعة الرابعة. وتلقى "الفدائي" هدفين في دقيقتين في الشوط الاول والثالث في الوقت القاتل منه ثم اضاف حمزة الدردور الرابع والخامس في الشوط الثاني محققا رباعية نادرة هي الاولى في البطولة، لم ينجح بتعويضها الفلسطيني على الرغم من مقارعته الاردن لكنه سجل على اقله هدفه الأول في البطولة القارية. ورفعت الأردن رصيدها الى ثلاث نقاط بالتساوي مع العراق بعد أن خسرت افتتاحا امام العراق صفر-1 وسقوط فلسطين صفر-4 امام اليابان حاملة اللقب اربع مرات. وتضاءلت حظوظ فلسطين، التي تخوض غمار البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخها نتيجة تتويجها بكأس التحدي، بالتأهل وباتت بحاجة لمعجزة كي تتأهل. وغاب عن المواجهة الاردني انس بني ياسين لطرده في مباراة العراق والمهاجم احمد هايل الذي عانى من الام معوية نتيجة وعكة صحية المت به بعد فحص المنشطات في الجولة الأولى. على ملعب "ريكتانغولار" في ملبورن وامام عشرة الاف متفرج، افتتح هشام الصالحي فرص المباراة بكرة من العيار الثقيل اطلقها صاروخية من مسافة بعيدة لامست يد الحارس عامر شفيع قبل ان تنفجر بالعارضة حارمة فلسطين أول هدف لها في النهائيات (5). ومن خطأ بالتمرير للبهداري استلم عبدالله ذيب خارج المنطقة لكنه سددها ارضية ضعيفة بعيدة عن القائم الايمن (28)، وبقي اللعب سجالا الى ان استغل يوسف الرواشدة تمركزه داخل المنطقة واطلق كرة لولبية بيمناه عانقت المقص الايسر لمرمى صالح مفتتحا التسجيل للاردني (33). وتلاعب عبدالله ذيب بالبهداري ومرر على شكل تسديدة تابعها في المرمى الخالي حمزة الدردور من وراء تامر صلاح مسجلا هدف الأردني الثاني في غضون دقيقتين (35)، بيد ان الدردور تعرض للاصابة اثناء تسديدة الكرة وهو يزحف نحو المرمى فاصطدمت ساقه بالقائم الايسر الفلسطيني. ومن عرضية لعدي الصيفي اطلق الدردور رصاصة الفوز في وقت مبكر من على بعد ثلاثة امتار (45+2)، فدخل الفريقان الى غرف الملابس بتقدم اردني صريح. وهذه ثاني مرة تتأخر فيها فلسطين بثلاثية بين الشوطين بعد مباراة اليابان. واستلم الدردور كرة من منتصف الملعب فانسل وراء المدافع عبدالله جابر وسدد ارضية هزت شباك صالح محققا اول ثلاثية "هاتريك" في البطولة (75). وتفوق الدردور على نفسه مستلما عرضية زهران من الجهة اليمنى فتابعها بسهولة داخل المرمى من مسافة قريبة محققا "السوبر هاتريك" ومنفردا في صدارة ترتيب الهدافين (80). وانضم الدردور الى الايراني بيتاش فاريبا صاحب رباعية في مرمى بنغلادش صفر-صفر في نسخة 1980، ومواطنه علي دائي في مرمى كوريا الجنوبية 6-2 في ربع نهائي 1996، والبحريني اسماعيل عبد اللطيف في مرمى الهند 5-2 في الدور الاول من نسخة 2011 الاخيرة في قطر. وعلى الرغم من الخماسية الاردنية الهب هدف جاكا حبيشة بتسديدة يسارية من مسافة قريبة اثر ضربة حرة الجماهير المتواجدة والتي شجعت بمعظمها المنتخب الفلسطيني الذي احرز أول هدف في تاريخه في المسابقة (85)، ثم اهدر محمود عيد فرصة الهدف الثاني بعد عرضية من حبيشة (89)، قبل ان يقوم "الحوت" شفيع بانجاز رائع حارما عيد من الهدف الثاني (90+1). اليابان- العراق اصبح المنتخب الياباني الساعي الى لقبه الثاني على التوالي والخامس في تاريخه على مشارف التأهل الى الدور ربع النهائي للمرة الثامنة على التوالي من اصل تسع مشاركات، بعد تخطيه نظيره العراقي بطل 2007 بنتيجة 1-صفر في بريزبن، وكان المنتخب الياباني استهل حملة الدفاع عن لقبه بقيادة المدرب المكسيكي خافيير اغويري بالفوز على فلسطين 4-صفر، فرفع رصيده الى ست نقاط في الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن كل من منتخبي العراقوالاردن. وتدين اليابان بفوزها الى صانع العاب ميلان الايطالي كيسوكي هوندا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 23 من ركلة جزاء وكان بامكانه ايجاد طريقه الى الشباك في ثلاث مناسبات اخرى لو لم يعانده الحظ بارتداد محاولاته من القائم والعارضة. ويحتاج منتخب "الساموراي الازرق" الى التعادل فقط في الجولة الثالثة الاخيرة امام الأردن لكي يضمن تأهله الى ربع النهائي وصدارة المجموعة، فيما سيكون التعادل كافيا للعراق امام فلسطين في حال تعادل او فوز حاملي اللقب على "النشامى" الذين خسروا مباراتهم الاولى امام بطل 2007 بنتيجة صفر-1 (الاخير يتمتع بافضلية المواجهة المباشرة). ولم يتمكن العراق من فك عقدته في البطولات الرسمية امام المنتخب الياباني الذي سبق ان واجهه مرة واحدة في النهائيات القارية وكان ذلك في ربع نهائي نسخة 2000 في لبنان حين خسر امامه 1-4 وخرج من البطولة فيما واصل "الساموراي الازرق" مشواره نحو لقبه الثاني حينها على حساب السعودية (1-صفر). وجاءت بداية المباراة متوازنة تماما بين الطرفين لكن سرعان ما تحولت الدفة لمصلحة اليابان وتحسن اداء العراق في الدقائق العشر الاخيرة من الشوط الأول.