بدون أسماء برامج الاتجاه المعاكس لها جمهورها الخاص والكثير جدا. وتشدقت تلك البرامج بأنها برامج حوارية تتيح الرأي لطرفي النقيض. الحقيقة أن المتابع لبرامج الاتجاه المعاكس يدرك سريعا أنها برغم تلاطم خصومها إلا أن الإطار العام لمثل هذه البرامج يسير ضمن إطار وجهة نظر المعد أو القناة في مواضيعها وضيوفها. ولايخضع اختيارالضيوف لقيمة معرفية أو أكاديمية ولكن لظاهرة صوتية اشتهر بها العرب. طبعا سريعا ما تفقد تلك البرامج بريقها أيا كانت ساعة البث الثامنة أو العاشرة أو حتى بين شوطي مباراة مصيرية. ينفضُّ عنها المثقفون ويبقى العامة الذين يسهل التأثير عليهم بدغدغة المشاعر أو استغلال القضايا المصيرية كأداة تسويق لسلعة بائرة. ولنا أن نسأل ماذا قدمت لنا هذه البرامج على امتداد عقدين من الزمان أو تقل قليلا؟ وأنتم تحاولون الإجابة أقطع حبل أفكاركم لأقول: ليس هذا بيت القصيد. فأشهر مقدمي البرامج الحوارية له حساب على تويتر يعرض من خلاله آراءه. ويعيد تغريدات المعجبين. وله أتباع بمئات الآلاف كالببغاوات يعيدون تغريداته. ولأن عالم تويتر لايخضع لما تخضع له برامج الاتجاه المعاكس من انتقائية ومحاباة فقد رأيت أن أجرب حظي معه في تعليق على بعض تغريداته. توقعت منه أن يهملها. أو أن يقوم أتباعه بهجومٍ شرس عليّ وسباب تعودناه من أتباع الدعاة ومدعي نصرة الدين. بعضهم له أكثر من اسم مستعار "يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالايرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا". كما توقعت أن يفعل كما يفعل الليبراليون السعوديون في جدلياتهم وسوء أدبهم بل وقاحتهم والاتهام في النوايا، ثم التجني ثم السب والشتم الذي لايختلف عن شتم الإسلاميين إلا بادعاء الإسلاميين أنهم يشتمون في سبيل الله". توقعت كل ذلك من صاحب أشهر برامج الاتجاه المعاكس العربية إلا أنني لم أتوقع ماقام به برغم أني لم أستغرب، ففي نهاية الأمر هو من ذلك الجمع الذي يضيق ذرعا بالرأي الآخر إلا إذا كان ضمن قوالبه. رأيت تغريدة جميلة له كأنها يتيمة بين الآلاف من تغريداته التي تمتلئ حقدا وتجنيا وقلبا للحقائق، فأردت أن أعمل لها إعادة تغريدة وأشكره على إيجابيته هذه المرة وأتمنى منه أن يكثر من مثلها. ولكني وجدت أن سعادته عمل لي حجبا وحظرا من التغريد في حسابه أو إعادة التغريدات. حاولت العودة إلى تغريداتي السابقة لعلي أجد له عذرا ولكن بدون القدرة على الدخول لحسابه بخاصية البحث فسأكون كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. طبعا أنا لا أطلب منكم أن تدخلوا حكماً في الخلاف الذي حصل لأنكم لم تطلعوا إلا على روايتي أنا، وليس من العدل أن تحكموا ولم تسمعوا للطرف الآخر، ولا أريد تهجما على شخصه ولهذا أهملت اسمه. ولكني أردت فقط أن أنصف ليلى "حرية الرأي" فكلٌ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكَ