انت تريد معلومات دقيقة عن موضوع محدد من شبكة الإنترنت، فتجلس الى جهازك الحاسوبي وتلجأ الى إحدى مكائن البحث المشهورة وتعطيها المواصفات ثم تنتظر ان تبحث عن موضوعك ضمن ملايين الملفات الموجودة في اماكن الشبكة المختلفة، بعد لحظات سريعة تأتيك مكينة البحث بروابط المواقع التي تحتوي على الموضوع الذي طلبته. وهناك مئات من ملايين العمليات البحثية التي تجري على مدار الساعة يومياً من قبل المستخدمين للبحث عن المواضيع المختلفة في الشبكة، وتتنافس في سوق خدمات البحث الكثير من الشركات العالمية مثل (جوجل، وياهو) وغيرهما من الشركات العاملة في هذا المجال. وتتنافس هذه الشركات في تقديم خدمات اضافية بجانب خدمات البحث، ومن ذلك قيام شركة جوجل مؤخراً تقديم خدمات البحث في مجال Weblog (وهي من المجالات الحديثة والتي تتيح لمستخدمي الإنترنت والذين لديهم اهتمام في قضية اخبارية معينة من المشاركة الجماعية في موقع يحتوي على روابط كثيرة لهذه القضية يشارك فيها اصحاب الاهتمام بإضافة روابط جديدة او بإضافة تعليقاتهم حول القضية). وقد تحدثت في مقال سابق عن شراء شركة جوجل لنظام يوركن التسويقي وأدخلته من ضمن خدماتها، كمثال للخدمات الإضافية التي تقدمها شركات البحث. اذا فمستخدم الإنترنت حينما يبحث عن معلومة او موضوع معين سيلجأ الى مواقع شركات البحث والتي تقدم له خدمات البحث بالإضافة الى خدمات اخرى مجانية لأن ارباح هذه الشركات تأتي من الإعلانات التي تمتلئ بها واجهات مواقع هذه الشركات. لأن المعلنين يدركون حجم اعداد المستخدمين الذين يزورون مواقع شركات البحث في كل دقيقة وثانية طوال اليوم. وسوق البحث في الإنترنت على الرغم من حداثته الا انه يدر على الشركات العاملة في مجال البحث بلايين الدولارات سنوياً من الإعلانات التي يتم تنفيذها عبر وسائل تقنية متقدمة تتلاءم مع طبيعة اهتمام كل مستخدم لخدمة البحث. والسؤال الذي يلح على كل مهتم بالاقتصاد المعرفي.. اين نحن من كل هذا؟! اين نحن من سوق البحث؟! اين مراكز البحوث والدراسات في جامعاتنا؟ ودورها في تطوير مكائن بحث خاصة بمتطلبات مجتمعنا؟ اين المستثمرون في سوق ضخم ينمو بسرعة هائلة؟!.