] فور وصوله إلى غزة مساء الثلاثاء، عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، سلسلة من الاجتماعات بدأها باجتماع قصير مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة غزة، أعقبه باجتماع آخر سري مع قياديين من حركة حماس هم: إسماعيل هنية ومحمود الزهار وسعيد صيام، في مبنى قصر الحاكم بمدينة غزة حيث استمر الاجتماع زهاء ساعة ونصف خرج بعدها الطرفان دون الإدلاء بتصريحات للصحافيين. وقد جاء اجتماع (ابو مازن )مع حركة حماس بعد ساعة تقريبا من الهجوم الذي نفذه استشهادي فلسطيني ينتمي الى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بالقرب من مفرق غوش قطيف وسط قطاع غزة. من جانبه أعلن مشير المصري أحد المتحدثين بلسان حركة حماس في غزة، أن الحركة ستدرس الاقتراحات التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماعه مع قادة الحركة، مؤكداً على أن جماعات المقاومة الفلسطينية تجمع على خيار «الجهاد» والمقاومة وان أي شيء آخر مرفوض، فيما قال سامي ابو زهري وهو متحدث آخر باسم حماس، أن التهدئة كانت إحدى النقاط التي أثيرت خلال الاجتماع في إطار إضفاء الاستقرار على الوضع الفلسطيني. وأضاف ان زعماء حماس استمعوا الى عباس وأعربوا عن اهتمامهم المشترك بتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وصون الوحدة الوطنية، وأنهم سيبحثون الأمر داخل الحركة، منوها إلى أن الحركة تنتظر عقد مزيد من الاجتماعات خلال الأيام القادمة. وكانت حركة حماس استقبلت (أبو مازن )بعملية استشهادية نفذها الاستشهادي عمر طبش (21 عاما) من سكان بلدة عبسان الكبيرة في مدينة خانيونس، وأحد عناصر كتائب القسام. وقد أسفرت العملية عن مقتل احد ضباط جهاز الأمن العام (الشاباك) فيما أصيب ثلاثة آخرون من الشاباك أيضا بجروح تتراوح بين خفيفة ومتوسطة، وأصيب أربعة جنود إسرائيليين، وصفت جراح أحدهم بأنها خطيرة. وعلى الفور أغلق جيش الاحتلال حاجز المطاحن في أعقاب الهجوم أمام حركة المواطنين ما أدى الى عدم تمكن المئات من المواطنين العودة الى منازلهم وذلك وسط إطلاق نار شديد من قبل الجنود المتمركزين على الحاجز. واكد امس زياد ابو عمر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الذي شارك في الاجتماع بين وفد حماس ومحمود عباس ان الطرفين «اقرب الى اتفاق وطني اليوم اكثر من اي وقت مضى». وقال ابو عمر ان الاجتماع الذي عقد مساء الثلاثاء واستمر اكثر من ساعتين تمهيدا للتوصل الى وقف لاطلاق النار «كان ايجابيا وجادا ويدعو الى التفاؤل». وعبر عن ان امله في ان تتوج هذه الجهود «باتفاق وطني وشيك» موضحا ان «اهم عناصر الاتفاق الوطني هو الشراكة السياسية والانتخابات والانسحاب من غزة وقضايا اخرى».