بعض ملتقياتنا تحمل أبعادا مختلفة على حياتنا الثقافية والاجتماعية، ومن تلك الملتقيات ثلثوية المحامي محمد المشوح التي استضافت رجل الأعمال أحمد بن حمد السعيد مؤسس إمبراطورية مطاعم هرفي التي بدأت في بواكير نشأتها برأس مال 800 ألف ريال لتترعرع وتكبر حتى وصلت قيمة أسهمها (أربعة مليارات وستمئة مليون ريال) فبعد عودة السعيد من اميركا وحصوله على الماجستير قام بافتتاح أول مطعم عام 1981 في الرياض وقد حققت التجربة المدروسة نجاحات أثمرت زيادة مطردة في الفروع حتى بلغ عددها 257 فرعا بل تجاوزت الفروع النامية حدود المحلية لتصل الإمارات والكويت ومصر ولبنان وبسواعد وطنية تبلغ 30% من إجمالي القوى العاملة، وواصلت التجربة دورها حيث تم تخصيص مسارات وظيفية ومزايا لتصبح هرفي بيئة وظيفية جاذبة للشباب السعودي. قال السعيد ان عالم المال والأعمال لا يمر عبر بوابة الكسل أو الركون إلى الوظائف المكتبية المكيفة، بل يمر عبر طريق يعتمد على معايير الرؤية الواضحة والأهداف الإستراتيجية والعمل الدؤوب، مشيرا إلى أنه مارس ما يقارب 15 عملا في العقار والاستيراد والتصدير والشحن والبناء وغيرها، مر خلالها بظروف صعبة تعثر فيها تارة ثم نهض ثم وقع ثم وقف ليقطف ثمار النجاح. كم تمنيت لو تم تلخيص تجربة هرفي كنموذج ناجح ومثالي لشاب تم ابتعاثه لأمريكا وعاد بفكرة اقتصادية قادرة على التنفس والنمو وتحقيق النجاح، خصوصا وأن هناك أكثر من 140 الف شاب مبتعث في مختلف دول العالم، وجميعهم محط آمالنا في وضع بصماتهم في دعم عجلة التنمية وتنويع مجالات الاستثمار في الوطن. أمامنا تجربة رائدة تستحق الرصد والتوقف وشبابنا المبتعثون أمامهم الفرصة أيضا في ان يحققوا إنجازاتهم الخاصة، التي يمكن أن تضاهي بل وتفوق إنجازات من سبقهم من العمالقة أمثال رجل الأعمال أحمد بن حمد السعيد.