حققت الهيئة الملكية للجبيل وينبع خلال مسيرة ثلاثين عاماً من تأسيسها نجاحات في المنطقة وباتت مثالاً حياً للمشاريع النموذجية التي تدمج الاستثمار الصناعي بالاستثمار البشري من خلال معادلة تقضي بتوفير عوامل الاستقرار والإبداع للإنسان باعتباره المحرك لكل عملية استثمارية مهما كان نوعها. وهذا الانجاز تم نتيجة رعاية واهتمام من الدولة بما ساعد في تحقيق المهام الأساسية للهيئة لترويج وتشجيع تطوير الصناعات الأساسية والتحويلية والخفيفة التي تعتمد على الثروة الطبيعية وإعادة تصديرها مع المحافظة على التوازن البيئي، وتشجيع مشاركة القطاع المحلي والأجنبي للاستثمار في المشاريع المقامة بالمدينتين، وكذلك التنسيق مع الجهات ذات العلاقة كشركة أرامكو وشركة سابك وغيرهما لتسهيل العمليات المشتركة وبلغت مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الاجمالي للمملكة العربية السعودية 6٪ و60٪ من الناتح المحلي الصناعي وتستحوذ على 7,6٪ من تكوين رأس المال الثابت، فيما تبلغ حصة المدينتين الصناعيتين من مجمل الاستثمارات الصناعية 55٪ و85٪ من مجمل استثمارات الصناعة البتروكيماوية والحديد ويقدر حجم الاستثمارات للهيئة الملكية 84,25 مليار ريال منها 48,42 ملياراً بالجبيل و35,83 ملياراً بينبع بينما يبلغ إجمالي استثمارات القطاع الخاص بالمدينتين 235,34 مليار ريال تبلغ حصة الجبيل منها 184,10 مليار ريال وينبع 51,24 ملياراً، أما الحجم الاجمالي للاستثمارات في المدينتين فيصل إلى 319,58 مليار ريال منها 232,52 ملياراً في الجبيل و87,06 في ينبغ. ويبلغ عدد الصناعات الأساسية 41 والثانوية 48 والمساندة 239 ويقوم بالعمل فيها قرابة 90 ألف عامل ويشكلون ما نسبته 14٪ من إجمالي العمالة في القطاع الصناعي السعودي. بينما زاد عدد موظفي الهيئة على 5300 موظف يشكل السعوديون منهم نسبة 80٪. وتنتج المدينتين أكثر من 93 منتجاً أساسياً يمثل لقيماً لصناعة وطنية تحويلية تغذي ما يربو على 700 مصنع وتوفر منتجات متعدد لقطاعات الإنشاءات والزراعة. ومواكبة للتطور والتوسع انجزت الهيئة توسعات كبيرة تمثلت في مشروعيها (الجبيل 2) و(ينبع 2) بما يؤدي لاستمرارية التنمية الصناعية ومواجهة التحديات المستقبلية ولجذب الاستثمارات الاجنبية وزيادة مساهمة القطاع الخاص في المشاريع المختلفة، خاصة بعد اندماج شركات عالمية كبرى مما يزيد من حدة المنافسة لمنتجات الصناعات الأساسية السعودية في أسواق التصدير. وتقديراً لدورها الصناعي والتنموي ولريادتها نالت الهيئة الملكية جوائز وشهادات محلية وعربية والعالمية تتعلق بحماية البيئة والتفوق في الأداء الاقتصادي والصناعي والجذب الاستثماري. وأولت الهيئة الجانب البشري اهتماماً كلياً تمثل في العديد من المشاريع لتطوير المدينة وتأسيس بنية تحتية متكاملة وتوفير خدمات متعددة للسكان الذين يزيد عددهم على 180 ألف نسمة يتوزعون على 34,983 وحدة سكنية ويصل معدل النمو السكاني بينهم إلى 4 و5,5٪ وبلغ إجمالي عدد الطلاب 40867 طلباً وطالبة يدرسون في 72 مدرسة وفيها 1847 طالبة يدرسن في كلية الجبيل للبنات. ويصل عدد طلبة الكلية الصناعية والمعهد التقني بالجبيل 3475 طالباً وخرجت حتى الآن 2083 خريجاً فيما يدرس بكلية ينبع الصناعية 1543 طالباً وخرجت 1643 خريجاً. وهذه الكليات والمعاهد التقنية تسهم في توطين التقنية وتحفيز أنشطة البحث والتطوير واكتساب المهارات الإدارية والفنية بما يحقق قاعدة صناعية وإدارية رائدة. وقامت الهيئة بإنشاء العديد من المرافق بما فيها شبكة تبريد بمياه البحر وشبكات مياه الشرب والصرف الصحي. والصناعي والطرق والاتصالات ومرافق السكن وسواها من الخدمات التي يحتاجها السكان حيث يبلغ عدد المساجد 77 مسجداً وتوجد 10 مكتبات و9 مراكز للترفيه و8 متاحف و33 جمعية خيرية.