لاإرادية البول، ويسمى سلس البول ويتمثل في نزول البول بشكل غير إرادي، ومن دون سيطرة، وقد يحدث سلسل البول عند السعال، الضحك، العطس أو ممارسة تمارين رياضية، وقد ينشأ شعور مفاجئ بالحاجة إلى الذهاب لدورة المياه، لكن.. دون القدرة على ضبط البول حتى الوصول إلى هناك، وتعاني منه الملايين من النساء حول العالم. وقليل من النساء يتشجعن على طرق أبواب العيادات النسائية ليبحن بشكواهن من سلس البول، أمر يدعو للاستغراب، خصوصاَ إذا ما عرفنا أن هذه المشكلة هي الأكثر شيوعا عند كبار السن وخاصة السيدات!!، إذ أن النساء يعانين منه مرتين أكثر من الرجال، وذلك بسبب الحمل والولادة، وانقطاع الطمث، وهيكل المسالك البولية لدى الإناث، وتشير نتائج الاستطلاعات في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن واحدة من بين أربع نساء تزيد أعمارهن عن ستين سنة تعاني بدرجة ما من سلس البول، أما عند الرجال، فإن سلس البول قليل الظهور، ويحدث للرجال جزئيا بسبب ارتباط سلس البول مع مشكلات البروستاتا وطرق العلاج المتبعة. وقد بينت الدراسات العلمية أن السلس البولي له تأثير سلبي على ثقة المريض بنفسه، وما يصاحب ذلك، من آثار سلبية على حياته الاجتماعية والأسرية، إذ تلجأ بعض السيدات اللواتي يعانين من مشكلة التبول اللاإرادي إلى التبول مرات كثيرة وذلك للتأكد أن المثانة لا تحتوي على كمية كبيرة من البول عند حدوث الإجهاد. يحدث سلس البول بسبب مشاكل في العضلات والأعصاب التي تساعد على حبس أو اطلاق البول، خاصة، في فئة النساء اللواتي مررن بتجربة الولادة مراراً، أو بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين بعد الوصول لسن الياس، إضافة إلى تناول الكثير من العقاقير الشائعة، التي يمكن أن تسبب احتجاز البول أو تسربه أو الاثنين معاً، ومن هذه الأدوية، نذكر المهدئات والأدوية المنومة، مدرات البول ، أدويه علاج البرد أو الأنفلونزا، مضادات الاكتئاب، وقد صنف الأطباء سلسل البول في أربعة أنواع، وذلك اعتمادا على المشكلة المسببة له، فالنوع الأول: وهو سلسل البول التوتري الذي يتميز بتسرب كمية ضئيلة من البول عند الحزق (الشد على عضلات الحوض) أي عندما تسعل أو تعطس أو ترفع جسماً ثقيلاً أو تمارس مجهوداً بدنياً أو تفعل أي شيء يفرض ضغطا على المثانة، ويكون سلس البول التوتري أكثر شيوعاً في النساء بعد الولادة وفي الرجال بعد إجراء جراحة للبروستاتا، وهو أيضاً، أكثر أنواع سلس البول شيوعاً في النساء تحت سن الستين، والنوع الثاني: وهو سلسل البول الإلحاحي ويحدث عندما تصاب المثانة بتشنج فهي تنقبض فجأة فتطرد البول دون سابق انذار أو بقليل منه، هذا النوع من سلس البول يكون أكثر شيوعا لدى النساء والرجال فوق سن الستين، بينماالنوع الثالث: وهو سلس البول الفيضي وهو يعتبر الأقل شيوعا من بين أنواع سلس البول، ولكنه يمكن أن يحدث لدى الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا أو لدى النساء وذلك نتيجة أي عمليات جراحية في منطقة الحوض، وقد يحدث أيضا عندما تصبح المثانة شديدة الضعف بسبب مشكلات عصبية، أما النوع الرابع والأخير: فهو سلس البول العابر وهي حالة موقتة وعابرة، تختفي، وذلك باختفاء المسبب لها وغالبا ما يحدث عند الإصابة بالالتهابات في المسالك البولية أو شرب كميات كبيرة من السوائل أو تناول مشروبات مدرة للبول مثل القهوة أو تعذر الذهاب إلى المرحاض عند الحاجه إلى التبول بشكل كبير. وفي ظل الاحصائيات التي أجريت مؤخرا، وذلك حول وجود نسبة عالية من فشل بعض العمليات الجراحية، نتيجة أخطاء في تشخيص نوع السلس البولي، فإنه ينبغي على المريضة زيارة الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات اللازمة، قبل المباشرة بأي علاج، ومن الفحوصات الأساسية في سلس البول عند النساء نذكر التاريخ الطبي، إذ يعتبر التاريخ الطبي مهماً، وذلك لما يتضمنه من عمليات جراحية سابقة في الحوض، إضافة إلى معلومات عن الولادات السابقة والأدوية التي تستخدمها المريضة، وفي حالة كبار السن، فإنه ينبغي اجراء تقييم للحالة الذهنية، إضافة إلى تقييم القدرة على الحركة، الفحص السريري، ويشمل فحص البطن للكشف عن الأورام الرحمية الليفية، وأورام المبيض، لأنها قد تسبب ضغطاً على المثانة مما يؤدي إلى أعراض بولية، إضافة إلى فحص الجهاز العصبي، كما يمكن إجراء فحوصات طبية عامة، وقد تشتمل على فحص عينة البول مخبرياً وارسالها للزراعة عند الحاجة، وذلك للكشف عن وجود التهاب بولي، وهناك ما يسمى بمذكرات المثانة البولية، وهو نموذج خاص يعطى للمريضة لتوثيق المعلومات التالية (كمية السوائل التي تناولتها، عدد مرات الذهاب للحمام وعدد مرات تسرب البول)، كما أن هناك فحوصات إضافية مثل قياس كميات البول المتبقي في المثانة بعد التبول وقياس ضغط المثانة وضغط البطن عند تسرب البول أما في الحالات المعقدة فيجري الطبيب عملية تنظير المثانة أو تخطيط كامل المثانة. * قسم التمريض – عيادة المسالك البولية