كتبت – هدى عبدالفتاح السلس البولي أو ما عُرِف بالمرض المحرج هو فقدان التحكم في المثانة، والذي يعني عدم القدرة على التحكم في وقت التبول، ويتفاوت سلس البول من تسرب كميات قليلة من البول (أثناء السعال أو الضحك) إلى رغبة شديدة في التبوّل يصعب التحكم بها, وهو ما يشكل إحراجا كبيرا للأشخاص المصابين على الرغم من قدرة الطب الحديث على معالجة هذا المرض. وقد تعددت الدراسات والأبحاث الخاصة بابتكار طرق جديدة في العلاج، من بينها استخدام حُقن البوتوكس، المعروف عنها محاربة تجاعيد الوجه، والتي تستخدمها النساء كثيرا، وتساهم في علاج النساء اللآتي يعانين من السلس البولي، وكشفت دراسة حديثة أن حَقن كمية ضئيلة من البوتوكس في جدار المثانة لدى السيدات اللواتي يعانين من متلازمة فرط نشاط المثانة قد يحظى بتأثيرات إيجابية على المدى الطويل، كما اتضح أن تلك الطريقة تقلل بمقدار النصف عدد المرات التي تشعر فيها السيدات المصابات بالتبول. ويُعد هذا المرض أكثر شيوعا لدى البالغين 50 عاما أو أكثر، وخاصة في النساء, لكنه قد يصيب الناس الأصغر سنا، وخاصة النساء اللواتي أنجبنا حديثا؛ لذلك فإن الاهتمام بالذهاب للطبيب وعدم الشعور بالحرج في الإفصاح عن هذه المشكلة يجنب المريض العديد من الآثار الجانبية منها الإصابة بالطفح والقروح والالتهابات الجلدية والتهابات المسالك البولية، وتبيّن إحصائية أميركية أن من بين خمس إصابات بأمراض المسالك البولية هناك واحدة فقط تراجع الطبيب، كما أن نصف حالات مراجعة أطباء المسالك البولية هي بسبب السلس. أسباب السلس البولي هناك العديد من الأمراض التي تسبب السلس البولي من ضمنها ضعف عضلات الحوض ومرض السكري، وضعف وتمدد عضلات الحوض بعد الولادة، وزيادة الوزن والبدانة، مما يزيد من الضغط على المثانة والعضلات التي تتحكم فيها، فضلا عن التهابات المسالك البولية، وترقق وجفاف الجلد في المهبل، خاصة بعد سن اليأس لدى النساء. أنواع السلس البولي يوجد للسلس البولي عدة أنواع، منها: سلس البول الوظيفي:- عندما يكون لديك التحكم الطبيعي في البول، ولكن هناك صعوبة في الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب، أو بسبب الإصابة بالتهاب المفاصل أو أمراض أخرى تعيق الحركة. سلس الإجهاد:- يحدث بسبب الضغط المفاجئ على عضلات أسفل البطن أثناء السعال أو الضحك أو حمل الأثقال أو ممارسة الرياضة، نتيجة لضعف عضلات الحوض بعد الولادة أو العمليات الجراحية؛ فيحدث نتيجة لنقص هرمون الأستروجين، والذي يصيب نحو ثلث السيدات بعد انقطاع الطمث، ونتيجة لتمزق في عضلة المهبل والهبوط المهبلي. سلس البول الإلحاحي:- يحدث عندما تكون الحاجة إلى التبول مفاجئة جدا، وهو شائع بين كبار السن، وقد يدل على التهاب في المسالك البولية أو أن المثانة مفرطة النشاط. سلس البول الفيضي:- يحدث بسبب عدم التحكم في تسرب كمية قليلة من البول بسبب امتلاء المثانة، ويكثر عند الرجال نتيجة انسداد مجرى البول عند المصابين بتضخم البروستاتا أو الأورام، كذلك السكري أو استخدام بعض الأدوية المؤدية لهذا النوع من السلس. سلس البول المختلط:- هذا النوع ينطوي على أكثر من نوع من أنواع سلس البول المذكورة أعلاه. العلاج: علاج المرض يختلف باختلاف سبب المرض، وأشارت الدراسات الطبية التي أجريت حول ذلك المرض إلى أن التمرينات الرياضية وتدريب المثانة يفيدان في الحد من السلس، وقد تبين أن 80% من حالات الإصابة بالسلس سواء أكانت وراثية أم نتيجة الإصابة بمرض أو إجراء جراحة، قابلة للعلاج والشفاء، كما أن الجراحة تكون مفيدة خاصة في علاج سلس الإجهاد عند النساء والسلس الفيضي عند الرجال نتيجة لتضخم البروستاتا. كما أكدت أبحاث طبية حديثة نجاح طريقة جديدة سهلة في علاج سلس البول عند النساء بنسبة 90 في المائة باستخدام شريط من البرولين تحت مخدر موضعي، بدلا من إجراء عملية كبيرة. وهناك طريقة مبتكرة تحت مسمى "الإرجاع الحيوي"، وهو عبارة عن سلسلة من المعدات التي تستخدم لتسجيل الإشارات الكهربائية التي تنطلق عندما يتم الضغط على عضلات معينة ، ويمكن أن يساعد الإرجاع الحيوي المرضى في أن يكونوا أكثر قدرة على الوعي والتحكم بوظيفة المثانة. وفي بعض الحالات تفرض الحالة المرضية ضرورة إجراء عملية جراحية لاستعادة السيطرة على المثانة، وهي عمليات تتطلب عمل فتحات صغيرة فقط، ويتبعها فترة تعاف قصيرة الأمد. كما تتوفر مجموعة جيدة من الأدوية التي يمكنها القيام بعملية العلاج، والتي تختلف من مريضة لأخرى حسب أعمارهن، وفي حال كانت المريضة في سن اليأس نقوم بعلاجها بالهرمونات، وإذا كانت مصابة بفرط نشاط المثانة نقدّم لها أدوية تؤدي إلى استرخاء عضلة المثانة حتى تتحمل المثانة كمية بول أكثر. أما السلس بالنسبة للرجال فهو غالبا ما ينجم بسبب الاستئصال الكامل للبروستاتا، ومثلما هناك طريقة لعلاج السلس عند النساء باستخدام الرباط لرفع المثانة؛ فإن هناك أيضا عملية الربط عند الرجال، ويتم ذلك عن طريق عملية جراحية بسيطة، حيث يتم رفع عنق المثانة في مجرى البول بطريقة يستطيع فيها المريض التحكم بمجرى البول. كما أن هناك طريقة يتم فيها وضع صمام اصطناعي فيكون مثل الحزام يوضع حول عنق المثانة.