لا أعلم لماذا ربطت بين القطار والسينما ضمن التغيرات الاجتماعية التي ستحدث قريباً في مجتمعنا؟ لعل السبب يعود إلى أن كليهما من التغيرات التي باتت مقبولة في مجتمعنا وحان وقتها. بالنسبة للسينما مثلاً فقد سمعت بأن موضوع النقاش فيها قريباً سيُحسم، ولعلنا قررنا تكبير الشاشة للمشاهد وجعلها عامة، ويشاهدها مجموعة من الناس بدلاً من المشاهدة الفردية! والتي في الغالب تكون دون رقابة أو عين راصدة! وأود أن أُطمئن البعض ممن ترعبه "السينما" بأنها ستكون مقننة وخاضعة لرقابة صارمة!. أمنيتى أن تكون السينما بادرة خير، وأن يجد فيها شبابنا ما يقضون فيه وقت فراغهم بدلاً من"التفحيط" مثلا! السينما مثلها مثل أي شيء آخر في الدنيا، هي ليست بالمطلق سيئة أو جيدة في حد ذاتها، ولكن الخطر أو الفائدة يكمنان في كيفية توظيفها من قبل الإنسان. أما القطار فأنا شخصياً أملي فيه كبير جداً. وذلك لخدمة النساء بالذات، ولتلافي أعذار تأخر الطالبات والعاملات عن العمل بحجج من قبيل أن السائق هرب أو لم يحضر بعد! أو أن الأخ أو الزوج.. الخ هو الآخر تكاسل عن إيصال هذه المرأة المسكينة! عموماً تعبت نساؤنا من عبء وصعوبة المواصلات. وأنا شخصياً أقدرهن كثيراً وأقف لهن احتراماً دون نساء العالمين أجمع! لماذا؟ السبب لنا أن نتخيل صعوبة أن يستيقظ المرء صباحاً لعمله أو لدراسته ويكون خروجه من البيت في يد شخص آخر قد يحركه مزاجه أو غضبه أو رضاه عليك! هذه بالتأكيد عملية مؤلمة جداً ولا يعرفها إلا من جربها! حقيقة لقد طفح بنا الكيل نحن النساء من سائق لا يرحم وسيارات أجرة على مستوى لا يقبله أي إنسان! مستوى جداً رديء من حيث النظافة!ومن القدم والتهالك! ناهيك عن المستوى الأخلاقي لبعض سائقي التاكسي والسرعة الجنونية التى يقودون بها سياراتهم! لذا أحلم كثيراً بأن ينتهي مشروع القطار بسرعة وأن تستخدمه نساؤنا دون تردد أو خوف، بل ولابد أن نشجعهن على ذلك وأن نوفر لهن كل سبل استخدامه بطريقة آمنة ومريحة ونستغني عن السائق ولو جزئياً. فالقطار وسيلة أكثر أمناً وأوفر مادياً. وفي النهاية أمنية فقط أن لا يدخل استخدامه فى دائرة العيب والحرام. وألا نعود لنقطة الصفر أو ما قبلها كالعادة! وكما قرأت قبل فترة طويلة في إحدى الصحف سؤال موجه لشيخ يسأل فيه السائل هل يجوز الزواج من راكبات التاكسي؟ وأتمنى أن لا نسمع قريباً سؤالاً من قبيل هل يجوز الزواج براكبات القطار؟ أو مرتادات السينما؟ أسأل الله لنسائنا الصبر وجميل العاقبة! لمراسلة الكاتب: [email protected]