كلنا يعلم أن الإشراف التربوي يسعى إلى غاية أساسية تتمثل في تحقيق جودة التعلم وتحسين نوعيته، كونه من العمليات التربوية الحيوية المصاحبة لعمليتي التعليم والتعلم في المدرسة، إلى جانب كونه حلقة اتصال فاعلة بين المدرسة والأجهزة الإدارية والفنية في إدارات التربية والتعليم. ويكتسب الإشراف التربوي أهميته من خلال الخدمات الفنية التي يقدمها والمتمثلة في متابعة العملية التربوية ومعايشة مشكلاتها، ثم وضع الحلول المناسبة لها، فهو جسر الاتصال بين الميدان والأجهزة الإدارية والفنية التي تشرف على عملية التعليم والتعلم، علما بأن التوسع في الخدمات التعليمية مع انتشار المدارس وازدياد عددها يفرض الحاجة إلى وجود مشرفين متخصصين في مواد الدراسة المختلفة ليقوموا بمهمة الإشراف على أعمال المعلمين، ومساعدتهم وتمكينهم من تحقيق الأهداف المنشودة ولعل عمل المشرف من خلال مؤشرات الأداء في الوقت الحالي سوف يكون له الأثر الكبير إذا ما استثمرت نتائج هذه المؤشرات وتم توظيفها بالشكل العلمي المناسب. لهذا.. ومن خلال تعدد وتنوع أساليب الإشراف التربوي وأدواره إلى العديد من الوظائف الا أننا ما زلنا بحاجة ماسة لتحسين الأداء الإشرافي وزيادة فاعليته المتمثلة في مساعدة المعلمين على استيعاب وظيفتهم والإيمان بها، وفهم الأهداف التربوية وترجمتها إجرائيا في الأداء المدرسي اليومي. إضافة إلى مساعدة المعلمين على متابعة كل جديد ومتطور في مادة التخصص والعمل على التنسيق بين جهود المعلمين، وتقويم العملية التربوية تقويما سليماً فضلا عن تطوير علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي. كل هذا يدعو للتأمل وإعادة النظر في بناء وتأهيل المشرف التربوي وفق هذه الاستراتيجيات متى ما أردنا تحقيق الفرق في مستقبل الأيام.