يحرص أهالي عسير لكسر الرتابة التقليدية أن تكون المائدة الرمضانية في الهواء الطلق وعلى ضفاف أودية تهامة لطعام الفطور أو السحور على ربوة تطل على وادي تهامة. انطلقت مجموعة من الشباب تُعد الطعام في أجواء رائعة تبعث الدفء والنشاط معاً. شراء سيارة خاصة «الرياض» كانت هناك والتقت مجموعة من الشباب الذين تحدثوا عن الفطور في تهامة. في البداية التقينا عبدالله سعيد اليزيدي الذي أكد بأن الأمسيات الرمضانية في تهامة أكثر من رائعة حيث الفضاء المفتوح والدفء المعتدل ومتعة اللقاء مع الأصدقاء لا تعادلها أية متعة فنسمر ونتحدث تحت ضوء القمر وهذا يطعينا شعوراً متدفقاً وقال أجواء تهامة بدفئها جعلتنا نترك المرتفعات. ويرى سعيد مريع عسيري أن لرمضان تهامة مذاقاً خاصاً عن المرتفعات وخاصة في هذه الأيام الجميلة حيث المناخ معتدل ولكنه استطرد قائلاً إن لرمضان عسير أيضاً له رونقه وخاصة بعد صلاة التراويح حيث يجتمع الأقارب. وأضاف أهم ما في رمضان هي الأكلات الشعبية التي يحبها كثيراً ومنها العريكة والتصابيع. وأضاف رمضان في الماضي أجمل بكثير فقد كنا نجتمع ونسهر على أم حديجان وهو برنامج يُذاع بعد الفطور وكذلك كنا نحرص على الاستماع إلى حديث الشيخ الطنطاوي رحمه الله «على مائدة الإفطار». وأضاف للأسف اليوم رمضان تحول إلى مسلسلات تلفزيونية جعلت رمضان باهتاً. ٭ العولمة سرقت كل الأشياء الجميلة هكذا بدأ سعيد مربط حديثه قائلاً: لقد افتقدنا إلى تلك الحميمية التي كانت بين الأهل والأصدقاء وبين المجتمع الواحد وكذلك افتقدنا للألعاب القديمة مثل لعبة الغيببة ولعبة السباع و«طاق طاق طاقية». وأضاف نحن الشباب في رمضان لا نعرف أين نذهب.. فالضائيات تحاصرنا من كل جانب فنضطر إلى متابعة المسلسلات وكذلك المسابقات الرمضانية مشيراً إلى أنه في العام الماضي قد خسر أكثر من 1500 ريال على المسابقات ولكنه للأسف لم يفز بواحدة منها. أما سعود الشهراني فأكد بأنه قد افتقد حليب الإبل. وأضاف:نضطر في كثير من الأحيان للنزول إلى تهامة من أجل الحصول على حليب الإبل. وأضاف للأسف حتى في رمضان غزتنا العولمة وأصبحنا نجد على المائدة الرمضانية البتزا والهمبرغر بدلاً من الأكلات الشعبية التي كادت أن تنقرض من على موائدنا. وقال خالد اليزيدي بأنه بعد الإفطار يجد نفسه جالساً متسمراً أمام التلفزيون وبيده «الرموت» يتابع الفضائيات وخاصة مسلسل «طاش ما طاش». وأضاف بعد صلاة التراويح نذهب لممارسة النشاط الرياضي بعدها أذهب مع بعض الأصدقاء لنلعب البلوت ونظل كذلك إلى حين السحور. وقال عوضة محمد آل عواض إن شهر رمضان المبارك شهر خير وبركة ورحمة على الناس جميعاً. وأضاف للأسف نجد الكثير من السلوكيات السيئة لدى البعض بحجة كونهم صائمين فنرى بعض الأزواج أخلاقهم سيئة مع زوجاتهم وأولادهم وكذلك بعض الموظفين تراهم يتذمرون ويشتكون من العمل اليومي وإني أحب أن أسأل أمثال هؤلاء أين هم من المسلمين الأوائل الذين حققوا الفتوحات الإسلامية والانتصارات العظيمة في شهر رمضان وكان المسلمون يواصلون أعمالهم اليومية من تجارة ورعي بالشكل المعتاد على الرغم من عدم توفر وسائل الراحة. وأضاف للأسف فإن مثل هؤلاء يرون أن شهر رمضان لا يصلح للعمل وهذا يدل على كسلهم وتقاعسهم. وقال علي سليمان آل موسى: في الحقيقة إنني حريص جداً على النزول إلى تهامة وخاصة في أيام الأربعاء والخميس والجمعة فتناول طعام الفطور في أحضان الطبيعة البكر في تهامة يمنحني شعوراً بالراحة النفسية وكذلك التأمل في الطبيعة وفي عظمة الله سبحانه وتعالى مدبر هذا الكون. وللأطفال رأي مسموع وفي هذه الجلسة الرمضانية أصر عدد من الأطفال الحديث عن تجربتهم مع أول يوم في رمضان. يقول سليمان سعيد آل عباس وعمره 13 سنة: لقد صمت وأنا في السادسة ابتدائي وكانت تجربة مثيرة ورائعة بالنسبة لي حرصت فيه على تحمل مشاق الجوع والعطش فقط لأثبت أنني استطيع أن أكون مثل الكبار. وأضاف لقد شجعني أهلي على الصيام. ويقول أخوه عبدالله وعمره عشر سنوات في الصف الرابع ابتدائي بأنه يصوم درجات الحمامة فقد عودته والدته على أن يصوم من الصباح وحتى الظهر فيأكل عند الظهر ثم يصوم إلى العصر وهكذا. أما عبدالعزيز فقد كان رغم طفولته المبكرة يصر على أن يجاري أباه وأمه في الصيام وكان يتعب فكان أبوه يسمعه الأذان في المذياع ويقول له افطر فقد حان موعد الإفطار فأنتم الأطفال صياكم فقط إلى موعد الأذان.