أظهر المخرج "سبايك جونز" في هذا الفيلم حساسية بالغة في تحديد زوايا الرؤية السينمائية وتكثيف الحالة الشعورية من خلال قدرته على استبطان دواخل الشخصيات كما أبدع في صناعة فضاءات مأزومة يقف الإنسان فيه عاريا أمام الواقع يطارده شعور جارف باللاجدوى والعزلة. في مدينة هي مزيج بين لوس أنجلوس ومدن صينية جديدة يسكن "ثيودور" الذي يقضي وقته وحيدا في شقته ويمضي ليله بلعبة "إكس بوكس". ثيودور مسكون بهاجس اكتماله بالنساء يبحث عن المرأة المناسبة التي تنتشله من وحدته وتكسر عزلته لكنه وبعد عدة علاقات أيقن من خلالها أنه لا وجود لأنثى تحمل له المشاعر الحقيقية يقرر البحث عن البديل. عثر ثيودور على نظام تشغيل OS1 قام بالإعلان عنه وابتكاره برنامج "إيليمنت" أشبه ببرنامج للتعارف يقوم على الذكاء الاصطناعي ومهيأ إلكترونيا لاستقبال المشاعر وتبادلها وهو كما يصفه الإعلان: "يمتلك كيانات ذكية تسمعك،تعرفك، تفهمك". يتعرف "ثيودور" على فتاة اسمها "سامانثا" وهي مجرد صوت إلكتروني تقوم بتنظيم وقته وترتيب محتويات بريده الإلكتروني. تتطور العلاقة بينهما بفعل الذكاء المتطور لسامانثا حتى يقع ثيودور في حبها وقد استطاع المخرج هنا أن ينقل إلى المشاهد وبدقة كمية المشاعر المتبادلة بينهما؛ فالصدق الذي تحمله سامانثا لثيودور يكاد يكون غائبا في عالم البشر. الفيلم يمكن وصفه بالخيالي وإن كان في جزء منه واقعياً حيث أصبحنا في هذا العصر مجرد كائنات إلكترونية وحيدة ينهش دواخلها شعور عميق بالعزلة حين فقدت المجتمعات مع سطوة التكنولوجيا تواصلها الإنساني المباشر والحميم. (لكل منا "سامانثا" يبحث عنها) هذا ما يقوله الفيلم إنه ولذلك يقرر وبأسى سحب الثقة من عالم الإنسان في قدرته على إشباع العاطفة وعلى تحقيق تواصل اجتماعي متكامل. الفيلم هو أيضاً من تأليف المخرج "سبايك جونز" وبطولة: خواكين فينيكس، وإيمي آدامز، روني مارا، أوليفيا وايلد وسكارليت جوهانسون. عُرض لأول في مهرجان نيويورك السينمائي في 13 أكتوبر، 2013 وصدر في دور العرض في 18 ديسمبر، 2013 ونال عدة جوائز وترشيحات. أجمع كثير من النقاد أنه (فيلم جميل، ذكي، مفعم بالعاطفة).