يعتبر الماغنت برنامج (جائزة امتياز واعتراف دولي بتميز الخدمة التمريضية) تحصل عليه المؤسسات الصحية المتخصصة والتي قامت بتطوير خدماتها التمريضية وذلك من خلال المركز الأمريكي لاعتماد التمريض، ولم يحصل عليه سوى قرابة 400 مستشفى في أنحاء العالم، وهو يهتم بمعايير خدمة التمريض كما يهتم ببيئة العمل لطاقم التمريض، وهما أمران يصبان في رفع مستوى خدمة المريض، الذي يعتبر هو مركز اهتمام هذا البرنامج، فكلما زاد الاهتمام بالممرض والحرص على درجة الرضا الوظيفي لديه قام الممرض بتقديم خدمة عالية ومتميزة للمرضى، وهذا الرضا الوظيفي يتزامن بالاهتمام بالممرض من ناحية عملية ورفع درجة المعرفة والمهارات المتخصصة لديه ما ينعكس بالتالي على جودة الخدمة وموافقتها احتياجات المرضى. يهتم البرنامج بمؤشرات خاصة لقياس درجة تميز الخدمة وذلك وفق معايير عالمية، وللوصول لمقاربة هذه المؤشرات يعنى برفع مستوى الخدمة التمريضية والعناية بالمرضى ومقارنة هذه المؤشرات مع مستشفيات عالمية متميزة وعلى مستوى عال من جودة الخدمات التمريضية، هذا الأمر ينعكس على الخدمة المقدمة للمريض. لأن الماغنت يعني القيام بمراقبة دقيقة لكل تفاصيل عمل طاقم التمريض، وعلى مدار الساعة ومن خلال تقارير مرفقة بالأدلة وليست مجرد أرقام وتقارير شكلية، فإن طاقم التمريض يحرص على كل التفاصيل الدقيقة في خدمة المريض على مستوى عال، مترافقاً ذلك مع الاهتمام ببيئة عمل الممرض ورفع مستواه وتشجيعه على البحث والابتكار وكل ذلك ضمن سياقات منظمة وموثقة، وبالتالي يعتبر هذا البرنامج عبارة عن مراقبة مستمرة لعمل وأداء كل ممرض وأداء إدارة المستشفى وتعاملها مع الممرض ومساعدته على أداء وظيفته في خدمة المرضى وتهيئة كل الظروف المناسبة وكل ذلك بأدلة ملموسة ودقيقة، ما يجعل الإدارة حريصة على طاقم التمريض بينما طاقم التمريض يحرص وبشدة على رضا المريض. أحد المعايير المهمة هو سلامة المرضى فمثلا في حالات القسطرة الوريدية للمرضى والتي هي تعتبر من الحالات المعرضة وبشكل مستمر للالتهابات وتحتاج إلى عناية تمريضية فائقة فأحد المعايير في سلامة المرضى هو قياس نسبة الالتهابات التي تحصل بسبب تعامل طاقم التمريض مع القسطرة في حالات مشابهة وهذا القياس يتم وفق اجراءات متبعة لمنع أو تقليل حدوث هذه الالتهابات، وذلك باتباع طرق وإجراءات تمريضية مبنية على أدلة وبراهين علمية. فكل ما يقوم به طاقم التمريض يجب أن يكون مبنيا على براهين وأسس علمية ثبت جدواها وذلك من خلال دراسات وأبحاث علمية موثقة وفي مختلف المجالات، وهو ما يهتم به هذا البرنامج وبالتالي نستطيع القول إن هذا البرنامج هو وضع لخدمة المرضى في نهاية الأمر، وذلك من خلال الاهتمام بالعاملين الذين يكونون على احتكاك وتواصل مباشر مع المرضى ورفع كفاءتهم وتهيئة بيئة العمل لديهم والتي في نهاية المطاف ستصب في مصلحة المريض نفسه، فالممرض المتميز السعيد سيقدم خدمة متميزة مفرحة للآخرين. * قسم التمريض