خلال الأسابيع الماضية تهالكت أسعار الأسهم المحلية بما سبب خسارة أرباح المستثمرين في السوق لعام كامل، وأعيد وأكرر هنا المستثمر السعودي.. الإشكالية زادت عمقاً مع من أخذوا تسهيلات من البنوك حيث تم تسييح محافظهم عند مستوى خسارة معينة وفق نظام معروف مسبقاً يتيح للبنوك حفظ أموالها من الخسائر..! والنتيجة أن ذلك كان سبباً في حدوث اضطرابات على مستوى الأفراد حيث تسبب في ارتفاع ضغط البعض وجلطات قلبية عند البعض الآخر وأقسام الطوارئ تشهد بذلك.. وكل ذلك الانخفاض جاء نتيجه لاستمرار انخفاض أسعار النفط وهو مصدر دخلنا الوطني شبه الرئيس وأهم مصدر لمعيشة المواطن ولتحريك عجلة النمو أو بطئها. الإشكاليه التي مر بها الوطن لم تشغل منابرنا الثقافية وإعلامنا الاجتماعي فقد كان هناك ماهو أهم.. حيث اختلطت أوراقهم الفكرية بعد أن خرحت امرأة متحجبة بجانب زوجها المتخصص في العلم الشرعي.. في قناة فضائية تأكيداً لقناعته أن غطاء الوجه ليس ملزماً.. موقف فرد وقناعة عالم واحد أشغلت علماءنا وأبعدتهم عن همهم الوطني..، استشهد جندي على الحدود ولم تقم قائمة بعض خطباء المساجد وكانت حجتهم لم تأتنا تعليمات من الوزارة المختصة.. خرجت سيدة بحجابها وبجانب زوجها ولي أمرها فقامت قائمة الأئمة وتعالت أصوات بعض المنابر منددة به رافضة موقفه ورأيه رغم انه لم يقل بإلزام الآخرين به وأكد اختلاف العلماء حول موضوع غطاء الوجه.. لم ينتظروا توجيهاً من أحد لم ينتظروا تعميماً من الوزارة بل حركتهم أفكارهم وقناعاتهم... ساحت محافظ المواطنين احمراراً أصابت بعض المساهمين سهام الإفلاس بعض الأسر خرجت من منازلها المرهونة ولم تهتم منابرنا بذلك لم يكتشف علماؤنا أن لديهم فهماً اقتصادياً رغم أن بعضهم ولتبرير رأيه في رفض قيادة المرأة للسيارة زعم أن القيادة تؤذي مبايض المرأة.. ولم نجد أياً منهم يناقش مشكلة خسائر الأسهم أو تأثير انخفاض أسعار البترول على دخول الأفراد أو سبب عدم انخفاض مستوى المعيشة مع أن القوة الشرائية للريال ارتفعت بارتفاع الدولار.. ولم نجدهم انفعلوا إلى حد معرفة أسباب خسائر مئات المواطنين في الأسهم..، للأسف أصبح بعض المقتدرين شبه فقراء ولم يتحرك أحد دفاعاً عن هؤلاء.. وكأن أمرهم لا يعنيهم.. أو كأن هم مجتمعنا توقف عند حدود قضايا المرأة فقط..، كأن منابرنا لا يستثيرها إلا فتح ملفات المرأة لعرقلتها وتأكيد التحريم بمنظور ديني في ظاهره فيما هي تخضع لمعايير اجتماعي.. تعمل في كل الأحوال على إقصاء المرأة وتأكيد عزلها عن حراك المجتمع..،إشكالية البعض مع قضايا المرأة انه يأخذها من عمقها الاجتماعي ويضعها على المنبر الديني مؤكداً خوفه على المجتمع من الاختطاف والمرأة من التغريب والإفساد..!! تأكيد مبالغ فيه على ان المرأة مصدر للفتنة والأخطر ان المجتمع السعودي بنسائه ورجاله مجتمع هش وسهل وقوعه في الخطأ..، وان هذا الخطر قادم من بوابة النساء، أما بوابة الإرهاب فلا خوف منها.. هذا وغيره كثير وكثير يجعلنا نطلب من علمائنا الأفاضل علماء الشرع بروحه السلفية الوقوف على المنابر وإزاحة هؤلاء المؤدلجين فواقعنا الاجتماعي لا يحتمل كل هذا التشدد والتطرف والقذف بين المختلفين في الرأي.. مجتمعنا يعاني من علماء التطرف وقد أمسكوا بقوة ملف المرأة وفكر الشباب ولن يقوم بإزاحتهم إلا العلماء بفكرهم النقي... بروح السلفية غير الملوثة. لمراسلة الكاتب: [email protected]