- محمد الغنيم أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن استجابة جمهورية مصر العربية ودولة قطر لمبادرة خادم الحرمين حفظه الله من أجل توطيد العلاقات بينهما تأكيد لمكانة خادم الحرمين -حفظه الله- حيث جاءت من معرفتهم بإخلاص هذا الرجل ومكانته وأنه أهلٌ لهذا الأمر فاستجابوا له لما يعلمون من نصحه وإخلاصه وحرصه على المصالح العليا للأمة. وقال المفتي: إن مبادرة خادم الحرمين ليست غريبة عليه وليست الأولى منه فهو دؤوب دائمًا في الخير وفي الإصلاح بين الناس أفرادًا وجماعات، والسعي فيما يقرب القلوب ويبعد النزاع والشقاق، فليس هذا غريبًا عليه - أيده الله - فله من المواقف المشرفة ما الله به عليم ، له مواقف يعرفها الناس إذا تأملوا وتدبروا حاله وجدوا أن هذا الرجل رجلٌ صالحٌ ساعٍ في الخير جهده، مؤكداً في معرض حديثه إن الإصلاح بين الدولتين الشقيقتين له أهمية كبيرة من حيث تقليل أسباب الخلاف وإبعاد المنطقة عن النزاع والشقاق سائلاً المولى جل وعلا أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين وعمله وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه. الملك عبدالله رجل صالح يسعى دائماً فيما يقرب القلوب ويبعد المنطقة عن النزاع والشقاق ونوه سماحة المفتي في هذا السياق بالنتائج الإيجابية التي خرجت بها المبادرة مشدداً على أن هذه المصالحة ذات أهمية كبيرة لحفظها للمصالح العليا لأمة الإسلام ولأنها تبعد المنطقة عن أسباب الشقاق والنزاع، موضحا في حديث لسماحته عبر برنامجه الأسبوعي (ينابيع الفتوى) الذي تبثه (إذاعة نداء الإسلام) أن الإصلاح بين الناس خلقٌ كريم وعملٌ صالح أمر الله به في كتابه ورغّب فيه وبيّن ما يترتب عليه من الثواب في الدنيا والآخرة، قال جلّ وعلا:(فاتقوا الله وأصحلوا ذات بينكم) فأمر بتقواه وأن نصلح ذات بيننا، وقد أمر الإسلام بالإصلاح بين الزوجين كما قال تعالى : (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خير) وأمر سبحانه بالإصلاح بين الأمم فقال (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ...الآية)، وقال (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). وقال آل الشيخ : "أن الله جل وعلا بيّن فضل الإصلاح بين الناس وأنه لا يطيقه إلا النفوس الأبية لتسمو إلى معالي الأمور ورفيع الأخلاق فقال: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا ويقول خيرًا) ، وجاء فيما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم ( أنه لم يرخص في الكذب إلا في ثلاثة في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة لزوجها) والمعلوم أن الأصل في الكذب أنه محرم ولكن في الإصلاح يكون جائزًا لأن في الإصلاح منافع للجميع وهذا التخصيص يبيّن فضيلة الإصلاح في الشريعة الغراء". واستعرض سماحته فضائل الإصلاح مبيناً أن الله أعطى المصلحين بين الناس نصيبًا في الزكاة إذا غرموا من أموالهم فقال: (والغارمين وفي سبيل الله) قال العلماء : الغارمون قسمان، غارمٌ تحمّل الديون لمصلحة ذاته فيعطى لفقره، وغارمٌ تحمّل لمصالح الأمة فيعطى من الزكاة لأجل منفعة الأمة عمومًا.