( في صالة المسافرين في المطار) ما أكثر المدن والقرى!! احببت السفر للاطلاع على عجائب خلق الله (جبال، هضاب، رمال النفود، اشجار، صحراء، مجاري، سيول...) فاتجهت الى مكتب سفريات وسألت الموظف: اريد السفر الى سكاكا غداً ان شاء الله، فنظر في الحاسوب وقال: لايمكن الا بعد ثلاثة ايام فالأماكن محجوزة. فقلت: الى تبوك، فاستغرب كثيراً وكأنه يسأل نفسه: هل هذا مجنون؟ كيف يطلب (سكاكا) والآن يطلب (تبوك)، ثم نظر في الحاسوب وقال: يوجد رحلة غداً في الساعة الواحدة ظهراً، فقلت: احجز لي عليها. ذهبت للمطار قبل نصف ساعة ولم يكن معي سوى حقيبة صغيرة، واثناء الدخول الى الموظف ليقطع تذكرة الركوب وفيها مكان المقعد على الطائرة لاحظت رجلاً كبيراً في السن يطلب بالحاح الركوب فقال الموظف له: حجزك غير مؤكد وعليك الانتظار، والرحلة كلها محجوزة لركاب آخرين، وهاههي اسماؤهم على الشاشة وقد سمعته يقول: ولكن ولدي مريض بحادث سيارة وهو في المستشفى، فشعرت بحالته وكأني مكانه، فولده بين الحياة والموت ويجب عليه الاسراع، فقلت للموظف: اخي الكريم انا من ضمن ركاب الطائرة الى تبوك هذه تذكرتي وسوف الغي الرحلة وآمل ان تضع اسم هذا الرجل مكان اسمي وسوف أسافر الاسبوع القادم. شعر الرجل الكبير بالارتياح وقال: الله يجزاك خيراً يا ولدي. شعرت اني كسبت اجراً وحسنات خصوصاً وانه بالامكان السفر في يوم آخر فسفري للسياحة وليس لشيء هام جداً.