قبل ربع قرن تقريبا عرفنا التميز العالمي طبيا من خلال مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني تلك الثكنة العسكرية القابعة في خشم العان.. نظرة النصف قرن التي كسرت الجبال هناك وطوعتها ان تكون يدا حانية وقلبا جسورا على ارواح البشر لم يعيبها وصمة الشاكين ان الحرس الوطني مجمع للامية والعسكرة البشرية لحراسة امن الوطن؟ كان الرجال في عصر الاغبرة ووحشة الطريق يبنون البشر قبل الفناء.. فتحدوا الصعاب ولطمات الزمن وأبدعوا تخطيطا وعملا.. فالملك عبدالله يحفظه الله تاريخ شهدناه منذ ان كان رئيسا للحرس الوطني في ثلث قرن مضى وكانت علامات التحدي لواقع الامتياز في شموخ عقاله المتسلح بالقوة الايمانية واتكاله على الله ثم على اخوته ملوك الوطن رحمهم الله.. بنى هذا الرجل العظيم جيشا مسلحا بحب الله ثم المليك والوطن فسما منهم عسكريون متعلمون بأرقى الشهادات والدورات العسكرية وآخرون طبيا انتموا للوطن ولهذا القطاع الباهر.. فمن مشرط الدكتور عبدالله الربيعة ابن الحرس الوطني ورفاقه المتميزين لفصل التوائم السيام الى قسطرة القلوب وانعاش النبض بتوفيق الله على يد الدكتور محمد بالغيث وزملائه المبهرين، الذي رفع اسم الوطن بجائزة الابداع العالمية لقسطرة القلب في دبي قبل ايام متفوقا على دول عالمية كاليابان وغيرها.. الاعتزاز بهذا الصرح الطبي الشامخ الذي لم تهزه دحرجة الحصى من قمم الجبال شرق الرياض.. بل طوع تلك الاودية الموحشة الى مرفأ للمتألم ومخيط لكل فتق دمى منه البشر ومشفى للصغير والكبير.. الانجاز الطبي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني هو منجز للوطن كافة على اعتبار ان قياديه منحوه كل اهتمام ليصعد الى اعلى قمم العلم من العسكرة الى الطب المتميز عالميا.. فوزير الحرس ونائبه معطيات زمنية لا تكترث للكم مقابل الكيف في الانجازات.. يعملون بهدوء ويزيدون وهج الطب في زمن تكاثرت المآسي العالمية حمانا الله.. ويكفي تلك المدينة الطبية بالحرس الوطني تميزا التي تقاد برجال اكفاء كالقناوي والمحرج انها تحضن المليك حماه الله في كل مستلزم طبي كرسالة للعالم اجمع ان مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني قادر بإذن الله بطواقمه الطبية الوطنية واجهزته المتكاملة ان تؤدى الغرض منه بعد توفيق الله.. هذه القسطرة القلبية في الحرس الوطني لم تأت عبثا او من باب الصدفة، بل عملوا بجد وبحثوا واخذوا من العالم كل تقنيات القسطرة التي تعتبر من احدث التجهيزات الطبية البشرية، الدكتور بالغيث رجل من ضمن مجموعة رجال تخصص وزملاؤه في مجالات طبية نادرة، وهذا يعود على البيئة المجتمعية التي نفخر بها.. اتمنى ان تستثمر تلك السواعد والخبرات الاستشارية السعودية في تضامن بين مدينة الملك عبدالعزيز الطبية وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز الطبية ليعلموا ويدربوا الاجيال القادمة المنتسبة لهذه الجامعة ويوفروا لهم كل الاسباب المؤدية الى ذلك وتثبيت الاطباء بكل صنوف الدعم المادي والمعنوي وأجهزة التدريب بدلا من ارسالهم الى بلدان اقل منا امكانات.. مجموعة الحرس الوطني عندما طورها ابو متعب تجاوزت المجال العسكري الذي تفوق فيه الى العلوم الطبية المنتشية بالانجازات والنجاحات.. رسالة وفاء لوزير الحرس ونائبه ان يضعوا بين أعينهم (ان الحرس حمل تاريخ مجد، وتعب فيه الرجال) الذين روضوا الصعاب وتسابقوا مع الزمن حتى وصل الى اوائل الانجازات العالمية.. فالحمل عليكم كبير جدا أنتم أهل له تحت رعاية المليك وسلمان الخير ومقرن الوفاء. وطن يحتاج منا الكثير والكثير.. فمن جنادرية الخير الى فروسية العطاء ومنهل العلم..