نقل أطباء يعملون في مستشفيات وزارة الصحة والقطاع الخاص خلاصة تجربتهم العملية لوزير الصحة الجديد الدكتور محمد آل هيازع وكشفوا للوزير عن تصورات يرون أنها سوف تسهم في تطوير القطاع الطبي وتخفيف الضغوط وحدة النقد لوزارة الصحة وتقليص قوائم الانتظار في المستشفيات، ولخص الدكتور طه سمان استشاري جراحة العظام والتجميل والمدير السابق لمستشفى الملك فهد بجدة أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي والمتمثلة في نقص عدد الأسرة المتاحة للمرضى، وعدم توفر القوى العاملة المدربة في الطوارئ والعناية المركزة والتخدير، خاصة مع عدم اكتمال مشاريع وزارة الصحة، وهي معوقات تتطلب تدخلا سريعاً من الوزارة ، وطالب د. سمان بدعم برنامجي الرعاية المنزلية الذي يراه الدكتور سمان تجربة ناجحة، بعد أن قلص قوائم الانتظار على مواعيد التنويم ووصل عدد المرضى الذين يتم تقديم خدمات علاجية وتمريضية لهم في المنازل إلى 700 مريض في فترة وجيزة، وبرنامج جراحات اليوم الواحد الذي أسهم في تقليص فترة الإشغال وأتاح الفرصة لاستفادة المرضى الآخرين ، وأشار إلى أهمية إنشاء ملفات ألكترونية موحدة للمرضى على مستوى الوزارة الذي يتيح لأي مستشفى الدخول على ملف المريض مما يحقق فوائد عدة منها تقليص مواعيد الانتظار لإمكانية الاستفادة من خدمات أي مستشفى على مستوى المملكة ومنع إزداوجية صرف الأدوية، وتعدد الكشف في العيادات، كما شدد على ضرورة الربط الإلكتروني بين المستشفيات على مستوى المملكة مما يمكن من الاستفادة من التخصصات الطبية المطلوبة بكثافة ، والسماح للأطباء بالعمل في أكثر من مستشفى لتحقيق الاستفادة المثلى من القوى العاملة، إضافة إلى استحداث ساعات عمل خارج الدوام الرسمي وأثناء إجازة نهاية الأسبوع لتقليص قوائم مواعيد المرضى بمقابل للأطباء، وطالب الدكتور سمان بتخفيف معايير قبول المرضى في المدن الطبية للتخفيف على المستشفيات الذي سيوفر عددا أكبر من الأسرة، كما طالب بتوزيع المراكز المتخصصة على مستوى المنطقة لمنع تكدس المرضى في مستشفى بعينه، وفي جانب التدريب رأى ضرورة إنشاء مراكز تدريب للكادر الطبي أطباء وممرضين وفنيين لتطوير معايير السلامة السريرية وتطوير مستواهم المهني، ونوه إلى مركز التدريب الذي أشأته جامعة الملك عبدالعزيز ومراكز أخرى متقدمة في الأمارات، ولفت إلى شمول الإداريين في السكرتارية الطبية والتقارير بالتدريب لرفع مستوى تأهيلهم . أما الدكتور صالح الغامدي استشاري القلب فيقول إن الواقع حالياً مليء بالمشكلات ويحتاج حلولاً عاجلة ويؤكد على أن الخلل ليس فقط في مستشفيات وزارة الصحة بل يمتد إلى مستشفيات الجهات الحكومية الأخرى والمستشفيات الخاصة، تحول الوزارة للجانب الرقابي ودعم التأمين الحكومي ويضيف : رغم اختلاف طبيعة عمل مستشفيات القطاع الخاص إلا أن مستواها لا يرقى إلى المأمول ويرى أن الحل الجذري لإنهاء أزمة وزارة الصحة والخروج من مأزق السخط على أدائها هو تخليها عن إدارة المستشفيات الحكومية بإسنادها إلى شركات عالمية متخصصة في إدارة المستشفيات والإدارة الصحية الأمر الذي سيعزز التنافسية والمستفيد هو المواطن ، وأن تتحول الوزارة إلى الدور الرقابي على المدى البعيد، الأمر الذي سيتحقق منه تقليص الهدر المالي والارتقاء بالخدمات الصحية، ويصرف جهود الوزارة لأمور على درجة عالية من الأهمية وعلى رأسها إقرار تأمين طبي حكومي للمواطنين ودعم علاج الفقراء الذين يواجهون صعوبات كبيرة لإخفاق القطاع الصحي في تأمين العلاج لهم . وقلل من نجاح التأمين التجاري مطالباً بتطبيق تجربة كل من فرنسا وبريطانيا وكندا في التأمين الطبي، ويرى الدكتور الغامدي أن الاعتماد بشكل كبير على الأطباء في إدارة المنشآت الصحية أكبر مشكلة تواجه القطاع الصحي في المملكة لأنه عمل غير احترافي أدى إلى تراجع أغلب المنشآت الصحية لسوء الإدارة وافتقاد تلك المواقع القيادية للكفاءات المناسبة، نتج عنه خلل واستغلال قد يؤدي إلى فساد نتيجة الافتقاد للخبرة، وتناول المضايقات والإحباطات التي تصيب الأطباء إما لسوء الإدارة أو لضعف الإمكانات في مجال التدريب والدورات وخلافه وهذا الإحباط يؤدي إلى التسيب في العمل والإضرار بحقوق المرضى، ملف موحد للمرضى وربط إلكتروني بين المستشفيات وأشار إلى أخطاء كارثية تحدث في التعاقدات مع الأطباء غير السعوديين في المستشفيات الحكومية والخاصة حين يتم التعاقد بطريقة عشوائية مع أطباء يرتكبون أخطاء طبية تكشف ضعف مستوى تأهيلهم، في ضل غياب تشريعات رادعة لتلك الأخطاء، وطالب بمراجعة برامج التأهيل للكادر التمريضي وإعادة تأهيلهم وتدريبهم لرفع مستواهم المهني، والالتفات إلى خريجي الإدارة الصحية وإدارة المستشفيات الذين يعانون التهميش نتيجة سيطرة الأطباء الذين يتولون مناصب إدارية على صناعة القرار، كما أشار إلى افتقاد الرعاية الصحية الأولية للاهتمام اللازم بها ومتى ماوجدت الاهتمام والدعم فإنها ستسهم في التخفيف على المستشفيات وتدعم الجانب الوقائي . د. طه سمان د. صالح الغامدي