السجة من المفردات الشعبية التي مازال استخدامها دارجا وخصوصا لدى سكان القرى والبادية وهي تعني انشغال الفكر بشيء غير الواقع مما يجعل الوقت يمضي دون الشعور وهذا مايشعر به الكثير من مضي ايام العمر دون الشعور بتزايد العمر يقول الشاعر بعد ان افاق على اول بروق الشيب في لحيته: لاواحسايف يوم عذبات الايام راحت وحنا بالزمن مادرينا ومرور الزمن له بصمته على ملامح الانسان ومن بين تجاعيد وملامح الوجه وتستطيع قراءة أحداث الزمن الماضي في تعابير الوجه لكبير في السن عندما يضع يده على جبينه ليكسر شدة الضوء الساقط من أشعة الشمس على عينيه التي لم يتبق فيها إلا زرقة حول حدقاتها وبضع شعرات من الرموش تلتحف بها الجفون المترهلة وعندما تنظر تلك العيون الى البعيد لتعرف الشخوص التي اسودت بعد أن اختفت الشمس خلفها تسقط الدموع حينها وياخذ زاية عمامته وتمسح الدموع المحرقة كالحرقة على زمان مضى بحلوه ومرة : الا ياعصر مضى ليته اليوم ليت العصور اللي مضن يرجعني وبعد أن تأخذ العيون من صور المكان ما تأخذ تعود ويلتفت إلى الخلف وكأنه يريد النظر إلى الماضي لعله يجد بعض طيوفه يسلي بها نفسه وتضع من بلسم وهمي على جروح الزمن شيئاً يعود ويسير بخطوات ثقيلة وهو ينظر الى تجاعيد الزمن على يديه ثم يجلس لتخط على الرمل خطوطاً عشوائية هي حصيلة ما يشعر به يتفحص خاتماً في احد أصابعه يحركه ويبسط كفه يرى جماله قد بقي وذعب جمال الكف الذي بقي يكافح عوامل الزمن بينما تجاعيد اليد تحكي قصة النهاية لجمال الشباب وعندما يأتي الحديث عن الماضي تكون الآه أول الحديث ثم تليها زفرة قوية وألم مسكين ذلك الإنسان لم يقتنع بما أعطي من مساحة كبيرة من الزمن يريد ان يبقى كل شيء على جماله ولكن لكل شيء نهاية: لاذكرت الزمان اللي مضى والصداقه عود القلب يرجف مثل رجف المكينه