الحيض لاشك ظاهرة طبيعية هامة تلازم بنات حواء في فترة مابين البلوغ وسن اليأس لها اهميتها ودلالتها واصدق ما وصف لها هو قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وارضاها في حجة الوداع عندما وجدها تبكي بسبب حيضها وخشيتها ان يؤثر ذلك في حجها فقال عليه الصلاة والسلام «ان هذا امر كتبه الله على بنات ادم..» ومعرفة مدة الحيض او بدايتها ونهايتها لها اهمية خاصة ولكن فما لاشك فان الله سبحانه وتعالى قد اوجب على الحائض والنفساء ترك الصلاة والصيام والطواف وحرم عليها المكث في المسجد ويرى كثير من العلماء انه حرم عليها ايضاً مس المصحف وقراءة القرآن وقد حرم الجماع اذا كانت حائضاً او نفساء. وطبياً يمكن ان نصف الحيض على انه هو عبارة عن نزول الغشاء المبطن للرحم وذلك بعد ان تتوقف او تنخفض كمية الهرمونات التي تفرز بالمبيض والتي تعمل على بناء الجدار المبطن للرحم والذي عادة يتكسر وينزل في فترة تتراوح مابين يومين الى سبعة ايام عند معظم النساء وعند نزوله يكون عادة عبارة عن خليط من دم ومخاط وانسجة ودم الحيض معروف بانه دم لا يتجلط ونظراً لوجود بعض من البكتريا غير الضارة فان للحيض رائحة ليست منفرة ولكنها خاصة يعرف بها. وقال صلى الله عليه وسلم «اذا كان دم الحيضة فانه اسود يعرف (اي تعرفه النساء او له رائحة تعرفها النساء) فاذا كان ذلك فامسكي عن الصلاة فاذا كان الاخر فتوضئي وصلي فانما هو عرق». ان الدم النازل من المرأة اما ان يكون دم حيض وهو الذي ينتج عن تكسر بطانة الرحم او يكون دماً ناتجاً من جدار الرحم ولكن بسبب مرضي كاضطراب في الهرمونات وبالتالي فهو ليس دورة شهرية وانما استحاضة او يكون الدم الخارج بسبب مرض في الاعضاء التناسلية كوجود اورام حميدة او خبيثة في عنق الرحم او جدار الرحم او المهبل او ناتجاً من حمل او نفاس او وجود جسم غريب من المهم جداً للمسلمة ان تفرق بين الحيض والاستحاضة لما لذلك من اهمية شرعية فيما يتصل بالعبادات كصلاة وصوم وجماع وطواف وقراءة القرآن وان اول من عرف الاستحاضة هم الفقهاء وعلماء الشريعة وليس الاطباء. وفرقوا بين الحيض والاستحاضة بان الحيض دم متميز بلونه ورائحته كما في الحديث، وما زاد عن عادتها فهو استحاضة لقوله صلى الله عليه وسلم في ذلك «ليس ذلك الحيض انما هو عرق» لتعقد ايام حيضها ثم تغتسل ولتصل..». بداية الحيض قضية محيرة لكثير من النساء فلا يزال يتردد كثير من النساء في معرفة ما اذا بدأت الدورة الشهرية ام لا؟ هل الذي يرينه هو افرازات مهبلية ام بداية حيض حتى علماؤنا الافاضل منهم من جعل بداية الحيض هو خروج الدم المحتدم القاني الذي يضرب الى السواد ومنهم من جعل البداية وهو خروج الدم الذي تعلوه حمرة مجسدة كأنها سواد بسبب تراكم الحمرة. وهذه الحيرة واردة طبياً، لذا فمن الانسب ترك تحديد بداية المحيض للمرأة ذاتها مما تعودت عليه في الاشهر والاعوام حيث قد بانت علامات الحيض عندها بذلك.