حيا الباحث المتخصص في الشؤون الاجتماعية سلمان بن محمد العُمري الخطوات التي بدأتها وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال تدشينها لبرنامج (مبادرة تأهيل ) وهو تفعيل لقرار مجلس الوزراء بإعداد وإقامة برامج ودورات توعوية للشباب المقبلين على الزواج في مناطق المملكة. وأكد العُمري أن تدشين وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ سليمان بن سعد الحميد لهذا المشروع الذي سبق أن طالبت به قبل ثلاث سنوات من خلال التوصيات التي قدمتها في الدراسة العلمية المعنونة: (قبل إعلان حالة النكد رؤى وأفكار للمقبلين على الزواج من شباب وفتيات) لجهود تذكر وتشكر لهذه الوزارة المعنية بالشأن الاجتماعي، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح في توعية وتوجيه الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وستسهم هذه المبادرة في الحد من المشكلات الزوجية. وقال العُمري: ان الدراسة المتخصصة دعت الجمعيات الخيرية إلى أن لا يقتصر دورها على تقديم المساعدات المادية للأسر، بل الإسهام في حل القضايا الزوجية والأسرية المهمة من خلال تنظيم دورات تأهيلية وتثقيفية للعرسان الجدد عن فنون الحياة الزوجية، وكيفية التعامل مع الزوجة لبناء بيت سعيد، وطرق التعامل مع المشكلات، ووضع الحلول لكافة العوائق التي تقع في محيط الحياة الزوجية، وإنشاء قسم للتوجيه والاستشارات الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، للعمل على فض النزاعات التي قد تنشأ بين الزوجين وأفراد الأسرة. وشددت الدراسة على أن تقوم أجهزة الإعلام والمؤسسات الدينية بدور أساس في توضيح الأضرار الناجمة عن الطلاق على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وإمكانية إسهام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والإعلام في بثِّ برامج توعوية عن الأسرة وأهمية تماسكها وترابطها. وأكدت الدراسة على أهمية دور الدعاة وخطباء المساجد في الحد من ظاهرة الطلاق بالعمل على الجانبين الوقائي والعلاجي. كما طالبت الدراسة الأب أن يجلس مع أبنائه، ومناقشتهم في احتياجاتهم والتعرف على تفكيرهم، والانفراد بابنه المقبل على الزواج مثلاً ويستمع إليه ويناقشه. وأبرزت الدراسة المسؤولية العظيمة لوسائل الإعلام في الحياة الزوجية قبل الارتباط وبعده بين الزوجين، لأنّ الحصّة الزّمنية التي يقضيها الأولاد أمام شاشتي التلفاز والحاسوب ليست هيّنة، يتلقى خلالها سيلاً من المعلومات والنماذج التربوية والأخلاقية المتنوعة، وقد تكون مخالفة لما أسّسته عليه الأسرة والمدرسة، وأن لا نكون سلبيين دائماً ونردد ونحمّل القنوات التلفزيونية، وشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، ووسائل الاتصال الأخرى من أجهزة الاتصالات الذكية والمواقع الاجتماعية في الشبكة العنكبوتية، كصفحات الفيسبوك، والتويتر مسؤولية تخريب أخلاق النّشء. كما دعت الدراسة الجهات ذات الاختصاص إلى إنشاء أقسام اجتماعية داخل المحاكم للمتزوجين الجدد؛ لتقييم الطرفين قبل الزواج ومتابعتهما في كافة المراحل.