هيمنت قوة الدولار الأمريكي على أسعار الصرف الفورية مقابل معظم العملات العالمية في النصف الثاني من عام 2014م، وانعكس ذلك على انخفاض حاد في أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية المقومة بالدولار مثل النفط والذهب. مما يعني أن معظم الانخفاضات التي سجلتها أسعار النفط والذهب في النصف الأول من عام 2014م هي انخفاضات نقدية وليست حقيقية، أي أن القيمة الحقيقية للنفط والذهب مازالت مرتفعة نتيجة ارتفاع قيمة الدولار. حيث انهار سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار الأمريكي وسجل انخفاضاً بلغت نسبة 40.1% في نوفمبر 2014م مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وانخفض الين الياباني مقابل الدولار بنسبة 16.2% خلال نفس الفترة. وانخفض الريال البرازيلي بنسبة 11.3%، واليورو بنسبة 8.1%، والدولار الكندي والاسترالي بنسبة 8%. حتى الفرنك السويسري انخفض بنسبة 5.6% (الجدول أدناه والشكل رقم 1). وارتفع مؤشر سعر الصرف الفوري للدولار الأمريكي الصادر عن "Bloomberg" من 80.235 نقطة في 5 ديسمبر 2013م إلى 89.355 نقطة في 5 ديسمبر 2014م، أي محققاً نسبة ارتفاع بلغت 11.4%. وهذا أعلى مستوى يسجله المؤشر خلال الخمس سنوات الماضية، وكان المؤشر قد سجل ثاني أعلى مستوى للارتفاع خلال الخمس سنوات الماضية في 8 مايو 2010م، حيث بلغ المؤشر حينها 88.394 نقطة لكنه لم يستمر طويلاً (الشكل 2). وارتفع سعر صرف الدولار مقابل معظم العملات العالمية بمستويات عالية في الربع الرابع من عام 2014م (حتى 5 ديسمبر) مقارنة بالخمس سنوات السابقة. فقد ارتفع متوسط سعر الدولار مقابل الين الياباني من 85.7 ينا خلال الفترة (2011م - 2013م) إلى 112.4 ينا خلال الربع الرابع من عام 2014م، أي بزيادة بلغت نسبتها 31.2%. وخلال نفس الفترة، ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الريال البرازيلي بنسبة 29.9%، ومقابل الدولار الاسترالي بنسبة 13.6%، ومقابل الدولار الكندي بنسبة 12.1%. واستمر تدهور سعر صرف الريال الإيراني بمستويات غير مسبوقة، حيث انخفض سعر صرف العملة الإيرانية من متوسط بلغ 13.7 ألف ريال إيراني للدولار الواحد خلال الفترة (2011م - 2013م) إلى 26.7 ألف ريال إيراني للدولار خلال الربع الرابع من عام 2014م (حتى 5 ديسمبر)، أي بنسبة انخفاض بلغت 94.8% أو ما معناه أن الريال الإيراني فقد نحو نصف قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة.