اورد العديد من الشعراء ذكر الدمع كمؤشر على شدة المعاناة وعلامة على العجز في مواجهة الحالة والتي تكون في بعض الاحيان فوق مستوى الحل وتصبح مستحيلة وعندما تكون المعاناة قدر احتمال النفس البشرية فإنها تجد مقاومة موقتة قد تزول بزوال المؤثر وقد ينتج عنها عند انتهاء فترة التحمل انفجار نفسي يتولد عنه معاناة مفعمة بروح الألم وهنا يبدأ البركان الذي انفجر في نزف حمم الدماء وجريان تلك الحمم المدمية يشق مجرى على السطح الذي ينساب عليه مشابها للشق الذي تسببه الدموع الحارقة على أوجان لا تحتمل حرارة هذه الدموع. أوقف دموع العين لا تجرح الخد وذره عن النسمة تراها تضره خل البكاء للي سواتى تعود ما فيه شيء غير قلبك يسره وكما ان للبراكين انواعاً واشكالاً من الحمم فإن للدموع ايضاً معاني ومسببات مختلفة فدموع الفرقة بعد عشرة طويلة ودموع الشوق في ليالي الوحدة ودموع الفرح بعد ظهور الامل تختلف عن بعضها في نوعية المؤثر النفسي الذي أخرجها من بين العيون وهنا يقول الشاعر متعب العنزي: مهما بكيت وسال دمعي مصفى أحس دمعاتي غريبه عن الناس الدمع عيا من عيوني يكفا يظهر دموعي دافع وسط الاحساس وفي لحظات من الهاجس الطويل تغرق العيون دون شعور ولا يفيق ذلك الشعور إلا في اللحظات التي تستحم فيها الرموش في بحر الدموع. هذا ما قالته هذه الشاعرة: وعقبه دموعي فوق خدي محادير من فوق خدي دمع عيني زرايف وبلل الرموش بدموع العين يطفئ شيئاً من اللهيب الداخلي ان لم تتوال المؤثرات: ياعين هلي صافي الدمع هيله وليا انتهاء صافيه هاتي سريبه وللدموع في وسط العين بريق يعني اشياء كثيرة منها ما يحوّل مجريات الاحداث سواء كانت عاطفية أو اجتماعية إلى منعطف يغير الواقع بتأثير بليغ ويزداد ذلك التأثير مع سقوط أول تجمع له ولنقف ونوقف ذرف الدمع مع قول الشاعر سعود المطيري: عينه على شوف النما تذرف اذراف أذراف ولو بهذلوه الجواذيب