عين الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أشتون كارتر وزيرا للدفاع وقال إن كارتر "يقدم (للمنصب) مزيجا فريدا من الرؤية الاستراتيجية والمعرفة الفنية". وفي حفل محدود قال كارتر لأوباما إنه إذا أقر مجلس الشيوخ تعيينه "أتعهد لكم بتقديم نصيحتي الاستراتيجية بأقصى قدر من الصراحة". وشغل كارتر (60 عاما) منصب نائب وزير الدفاع خلال الفترة من 2011 حتى العام الماضي اثناء تولي هاجل وسلفه ليون بانيتا. ويعتقد على نطاق واسع أن البيت الأبيض دفع هاجل للاستقالة الأسبوع الماضي بعد قرابة عامين في البنتاجون ما يشير إلى تغييرات في استراتيجية الرئيس أوباما ضد مسلحي تنظيم داعش في العراق وسورية. وتولى هاجل مهام منصبه عندما كان البنتاجون يركز على خفض النفقات وإخماد الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، بينما انتقل التركيز في الأشهر الماضية إلى محاربة تقدم داعش ومكافحة فيروس إيبولا في غرب أفريقيا. كما شغل كارتر أيضا منصب وكيل وزارة الدفاع للمشتريات والتكنولوجيا والخدمات اللوجيستية في الفترة من 2009 حتى 2011 . وحصل كارتر على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة أكسفورد وقام بالتدريس في جامعتي هارفارد وستانفورد. وكان يفترض بالضربة التي تلقاها الديموقراطيون في الانتخابات التشريعية في مطلع نوفمبر ان ترخي بظلها على العامين الاخيرين لاوباما في البيت الابيض. لكن يبدو ان اثرها اتى معاكسا فجعلت الرئيس الاميركي اكثر اندفاعا. فبعد شهر على خسارة الاكثرية في مجلس الشيوخ لصالح الجمهوريين وسلسلة اعلانات تتعلق بالمناخ والهجرة وحيادية الانترنت، يظهر الرئيس الاميركي زخما مميزا، ينعكس في واشنطن. والسؤال هنا هو ان كان سيتمكن من الحفاظ على هذه الوتيرة. هذا دفع بالذين كانوا، في معسكره، يشتكون من قلة جرأته، الى الاشادة به. في المقابل اثارت هذه المبادرات انتقادات حادة في المعسكر الجمهوري، لكنها كشفت ذلك عن خلافات عميقة سواء في مسائل الميزانية او الهجرة. كل هذا وسط معركة كامنة استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2016، يتواجه فيها حوالى 12 مرشحا محتملا وتيارات فكرية كثيرة.