تمر العلاقات السعودية - الأمريكية حالياً بمرحلة جديدة من التعاون في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية والثقافية.. وفي مجال الاقتصاد يسعى رجال الأعمال من الجانبين إلى تعزيز تلك العلاقة الهامة.. ومؤخراً أجرت «الرياض» حواراً مع السيد/ نيل بوش الأخ الرابع للرئيس جورج بوش - وهو رجل أعمال زار المملكة وشارك في منتدى جدة الاقتصادي مرتين. وجاء الحوار أثناء الحفل الذي أقامه مجلس الأعمال السعودي - الأمريكي والذي اقيم في نيويورك على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام خلال القمة العالمية في نيويورك تحدث السيد/ نيل بوش في ذلك الحوار حول العديد من القضايا التي تهم العلاقات السعودية - الأمريكية وعلى التعاون بين البلدين في الجانب الأمني والمصالح الاقتصادية والتجارية وتنمية المقدرات البشرية. وأكد السيد نيل بوش على ان الاقتصاد السعودي يشهد انتعاشاً كبيراً وذلك بسبب الانفاق الحكومي على الخدمات والمشاريع التي تهدف إلى تحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطن السعودي. وأعرب السيد بوش عن وجود فرصة كبيرة للأمريكيين للمساهمة والمساعدة والتعاون في مجال تطوير البنيات التحتية للاقتصاد السعودي وتطرق السيد بوش في سياق حواره مع «الرياض» بأنه يجب أن تكون هناك جهود بين الطرفين السعودي والأمريكي لتغير بعض المفاهيم الخاطئة عن المملكة لدى بعض الأمريكيين. وقال بأن هناك سوء تفاهم وتواصل بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي عامة والمملكة خاصة.. وأنه خلال محاضراته وزيارته حاول تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة. وشدد السيد بوش على دور بعض وسائل الإعلام الأمريكي في التركيز على بعض السلبيات مع المملكة وقد توقفت عن سماع تلك الوسائل. وأكد على ضرورة ايجاد وسيلة اعلامية لتغيير تلك الصورة.. وفيما يلي نص الحوار: ٭ «الرياض»: لاشك في أنكم تدركون مدى عمق العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة هل لكم أن تحدثونا عن هذه العلاقات؟ - السيد بوش: أولاً أنا موجود هنا بصفتي الشخصية ولست ممثلاً لأخي بل ممثلاً لمصالح بلادي، وكلي أمل في الاستفادة من هذه العلاقات في تعزيز مصالحنا المشتركة. نحن نقاتل عدواً مشتركاً استهدف بلادكم. رسالتي هي أن هنالك فرصاً كبيرة للتعاون بين بلدينا الآن لا تقتصر فقط على الجانب الأمني الوطني بل تشمل المصالح الاقتصادية والتجارية وتنمية المقدرات البشرية. أنا سعيد بوجودي في هذه المناسبة للمساهمة في تعزيز وتعميق صداقتنا. ومعلوم أن والدي صديق أزلي للمملكة وتجمعه صداقة خاصة بولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والعائلة المالكة. ٭ «الرياض» لقد شاركتم في منتدى جدة الاقتصادي. كيف تقيّمون الاقتصاد السعودي؟ - السيد بوش: نعم لقد شاركت في المنتدى مرتين. وأنا متفائل بالرغم من أن هنالك انطباعاً خاطئاً لدى الأمريكيين بأن المملكة غير مستقرة. ولكني أقول بأن المملكة بلد مستقر تمام الاستقرار وهنالك علاقات صداقة قديمة بين بلدينا في مجال التجارة والأعمال. والاقتصاد اسعودي يشهد انتعاشاً كبيراً بسبب الانفاق الحكومي على الخدمات والمشاريع التي تهدف إلى تحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطن السعودي. و بالرغم من أني لست خبيراً اقتصادياً إلا أنه يمكنني القول بأن هنالك فرصاً كبيرة للأمريكيين للمساهمة والمساعدة والتعاون في مجال تطوير البنيات التحتية للاقتصاد السعودي. ٭ «الرياض»: هل بإمكانكم حث وتشجيع الشركات الأمريكية العملاقة وليس بالضرورة شركات البترول على الاستثمار في المملكة خاصة بعد صدور قانون الاستثمار الذي يشجع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في المملكة. كيف يمكن تعزيز هذه الخطوة وحث الجانبين على القيام باستثمارات مشتركة؟ - السيد بوش: هذا سؤال جيد وفي ذات الوقت صعب.. إذا كنت شركة ولدي خدمات أو مقدرات خاصة والمملكة في حاجة لها لسعيت وبدون تردد في الدخول في شراكة مع شركة سعودية لاستغلال الفرصة بصورة ايجابية في بناء الدولة ودعم مسيرة تقدمها. المشكلة كما أوضحت هنا سابقاً بأن هنالك مفهوماً خاطئاً من وسط عامة الأمريكيين.. وهذه المفاهيم الخاطئة أكبر من أن يقوم شخص واحد بتصحيحها.. علينا الاستفادة من جهود رجال الأعمال الذين لديهم خبرة عميقة بالمملكة من أجل العمل مع أصدقائنا في المملكة لحل المشاكل العالقة ليس فقط مشكلة الإرهاب العالمي بل المشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم وغيرها من المشاكل. ٭ «الرياض»: كيف يمكن أن نصحح صورة المملكة في أذهان عامة الأمريكيين؟ هل تعتقدون بأن الزيارات المتبادلة والمعارض المتنقلة والحديث مباشرة إلى المواطنين الأمريكيين يمكن أن تسهم في تصحيح الصورة المغلوطة عن المملكة لاسيما وان علاقات الصداقة بين بلدينا تعود جذورها لأكثر من ستة عقود؟ - السيد بوش: أعتقد بأن كل هذه الجهود مجتمعة من أجل الجمع بين الطرفين مثل ذهاب ممثلين للولايات المتحدة إلى المملكة للوقوف على حقيقة الوضع هناك سوف تساهم في تغيير المفاهيم الخاطئة وقدوم مسؤولين سعوديين ورجال أعمال إلى الولاياتالمتحدة لشرح حقيقة ما يجري في بلادهم من إصلاحات. وعن الفرص المتاحة في المملكة، على الجانبين تفهم الاختلافات القائمة في المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد فالديمقراطية على سبيل المثال تعني حرية التصويت والانتخاب والاختيار وكذلك حرية التعبير.. هنالك سوء تفاهم وسوء تواصل بيننا وبين العالم العربي عامة والمملكة خاصة وقد ساهمت وسائل إعلامنا في تعميق سوء الفهم هذا.. وقد زار أبي المملكة ووقف على حقيقة الأوضاع فيها.. وقد شاركت في عدة منتديات ولقاءات حاولت من خلالها تصحيح المفاهيم الخاطئة عن العالم العربي والمملكة بصفة خاصة.. ويسوءني كمواطن وجود مثل سوء التفاهم هذا. ٭ «الرياض»: كيف يمكن إقناع وسائل الإعلام الأمريكية بأن المملكة حليف وصديق حقيقي.. - السيد بوش: من خلال متابعتي لوسائل الإعلام الأمريكية يمكنني القول ان هنالك أحاديث ساذجة عن المملكة تركز على السلبيات وهذا الأمر أقلقني إلى درجة لم أعد معها أستمع لمثل هذه الأحاديث. وسائل الإعلام لها عقليتها الخاصة ولكنها في مجمل الأمر تتبع الرأي العام الذي يتشكل ويتأثر بأشياء كثيرة من بينها الأفلام والصور التلفزيونية وخلافها ونحن بحاجة إلى وسيلة تغيير هذه الصورة عن المملكة ليس فقط في وسائل الإعلام بل في كل الوسائل. ٭ «الرياض»: لقد تمت المصادقة على عضوية المملكة في منظمة التجارة العالمية وقد وقعنا مؤخراً على اتفاقية ثنائية للتجارة بين بلدينا.. هل تعتقدون بأن ذلك سوف يساعد في تصحيح صورة المملكة في أذهان العامة؟ - السيد بوش: بالتأكيد سوف يساعد ذلك في تصحيح الصورة.. كما أن تعرض المملكة للهجمات الإرهابية وتصدي الدولة لها سوف يساهم هو الآخر في أن يعطي العامة والمسؤولين الأمريكيين بأن المملكة تدعم الجهود العالمية للقضاء على الإرهاب.أنا متأكد بأن الصورة سوف تتغير بالرغم من بطء حركتها وأنا متأكد بأن الرأي العام الأمريكي سوف يتغير وتتغير نظرته للمملكة وان العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة سوف تواصل تقدمها وسوف تكتسب مزيداً من العمق. العلاقات بين بلدينا تقوم على أسس راسخة وسوف تصمد في وجه التحديات رغم ما تعتريها من لحظات صعود وهبوط. ٭ «الرياض»: هل لديكم طموحات سياسية؟ - السيد بوش: حقيقة ليست لدي أي طموحات سياسية.. هنالك أخي جيف ولا أدري حقيقة إن كان سوف يرشح نفسه للرئاسة لأنني لم أتحدث معه عن هذا الموضوع.. جيف حاكم ولاية رائع وسيكون رئيساً رائعاً غير أنني لا أستطيع التكهن بمستقبله السياسي.