تصادف اليوم الذكرى التاسعة والسبعين لليوم الوطني في المملكة، حيث أعلن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في 17 جمادى الأولى 1351ه توحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية عندما صدر مرسوم ملكي اختار به الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 أيلول (سبتمبر) 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. وكان الفتى عبد العزيز بن عبد الرحمن قد انطلق من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض، وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت تعج بالفوضى والتناحر، وبزغ فجر يوم الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق 15 كانون الثاني (يناير) 1902م إيذاناً ببداية عهد جديد، حيث استطاع البطل الشاب استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ، وتسلم مقاليد الحكم والإمامة بعد أن تنازل له والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل عن الحكم والإمامة في اجتماع حافل في المسجد الكبير في الرياض بعد صلاة الجمعة. إنجازات المؤسس لم تكن إنجازات الملك عبد العزيز مقتصرة على الفتوحات والإنجازات بل حرص على إرساء قواعد حكمه وتأسيس المؤسسات الحكومية لكي ينعم شعبه والمقيمون فيه برغد العيش وسط جو من الأمن والأمان مستمداً دستورها ومنهاجها من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، فبدل جهلها علماً وعقول أبنائها تنويرا وحرصا على نهل العلم من جميع مصادره. ومن ضمن أهم الإنجازات التي حققها الملك عبد العزيز، تلك التي شهدها المجال التعليمي الذي دل على فكره التربوي التعليمي. كان يوم 3 رمضان 1344 هت يوما تاريخيا في مشوار التعليم في المملكة العربية السعودية عندما أصدر الملك عبد العزيز أمرا ملكيا بتعيين الشيخ صالح بن بكري شطا أول مدير للمعارف في أمر من الملك المؤسس إلى نائبه في الحجاز آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز يفيد بتعيين شطا مديرا للمعارف. قرارات تاريخية وواصل الملك عبد العزيز إنجازاته في مجال التعليم من خلال إصداره عددا من الأوامر والقرارات التعليمية ومن ضمنها: نظام الهجر، الذي بدأ عام 1330ه ، ويهدف إلى توطين البدو في تجمعات بغرض تعليمهم والتأليف بينهم. إنشاء مدرسة تحضير البعثات عام 1356ه وهي أول مدرسة ثانوية بالمفهوم الحديث. افتتاح كلية الشريعة عام 1396ه في مكةالمكرمة المعاهد العلمية، وتم افتتاح عدد من المعاهد العلمية إثر المعهد العلمي السعودي الذي افتتح في مكة. تعليم الملك عبد العزيز ونشأ الملك عبد العزيز تحت رعاية والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، وتعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبد الله الخرجي وهو من علماء الرياض، فحفظ بعضاً من سور القرآن الكريم ثم قرأه كله على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانباً من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ. وكان الملك عبد العزيز يقدر ويحترم معلميه ومشايخه، وإذا صادف وجود أحد منهم فإنه يقربه من عنده ويحترمه كثيرا. ومن ضمن أقوال الملك عبد العزيز في التعليم قوله التالي: « اعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وأن العلم كما يكون عوناً لصاحبه يكون عوناً عليه، فمن عمل به كان عوناً له، ومن لم يعمل به كان عوناً عليه، وليس من يعلم كمن لا يعلم، قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لا يبارك فيه، والبركة في العمل» . 8 خطط تنموية عملاقة وشهدت المملكة العربية السعودية خلال ثماني خطط تنموية منجزات تنموية عملاقة شملت البنية الأساسية على امتداد الوطن ومختلف القطاعات في الخدمات والإنتاج في تخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمولية, فاستطاعت أن تحقق في آن واحد مزيجا فريدا من التطور المادي والاجتماعي ونشر ثمار التنمية في كل أرجاء المملكة بشكل واكبه الإنسان السعودي بطموحاته فهو المحور الدائم الذي تتجه إليه كل جهود التنمية التي استهدفت بالأساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه اجتماعيا واقتصاديا في الإطار الرحب لقيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة. نهضة تعليمية شاملة فقد حظي التعليم في المملكة بعناية خاصة بوصفه اللبنة الأساسية لبناء المواطن والوطن، و تتابعت العناية بالتعليم عبر خطط التنمية الخمس للمملكة حتى وصل عدد الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والعالي بنين وبنات للعام 1428 - 1429 ه أكثر من 5.3 مليون طالب وطالبة يقوم على تعليمهم نحو 421 ألف معلم ومعلمة من خلال نحو 25.5 ألف مدرسة. وبلغ عدد الطلاب التابعين لوزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 1428/1429ه أكثر من 2.406.369 معلما يشرف على تعليمهم 202.369 معلما ويدرسون في 12865مدرسة. فيما بلغ عدد الطالبات الدارسات في مختلف مراحل التعليم 2.193.838 طالبة يقوم على تعليمهن نحو 218.074 معلمة، ويتلقين تعليمهن في 12608 من المؤسسات التعليمية. وتوضح الإحصاءات الرسمية أن المملكة تعيش حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت ب 25 جامعة حكومية وسبع جامعات أهلية تضم 220 كلية جامعية يدرس بها أكثر من 702 ألف طالب وطالبة يشرف على تدريسهم نحو 30 ألف عضو هيئة تدريس.