قال الشيخ علي الملا شيخ المؤذنين في المسجد الحرام إن اختيار المؤذنين يخضع لتقييم مكثف من خلال جمالية الصوت التي تكون من أساسيات الاختيار من قبل لجنة مشكلة من رئاسة شؤون المسجد الحرام تتكون في الغالب من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وشيخ المؤذنين والشيخ عبد الرحمن السديس، نستمع إلى أصواتهم من خلال المقابلات الشخصية وعن طريق أشرطة كاسيت تحوي تسجيلا لأصواتهم وهم يؤدون الأذان في المساجد. وأضاف أنه بعد المقابلات تأتي مرحلة التجربة العملية وذلك من خلال تجربتهم تجربة عملية من خلال أدائهم للأذان في المسجد الحرام حيث تستغرق مدة التجربة عاما كاملا. وتطرق شيخ المؤذنين الى تاريخ مهنة الأذان في المسجد الحرام، «كان في الماضي يبلغ عدد المؤذنين في الحرم المكي 24 مؤذناً، وفي ذلك الوقت كان لزاما أن يكونوا بهذا العدد لتغطية مناير المسجد الحرام، بحيث يصدح في الوقت الواحد ستة مؤذنين لإيصال الأذان الى جميع أطراف مكةالمكرمة». وتابع ملا سرده التاريخي عن الأذان في المسجد الحرام «عدد المؤذنين تقلص مع مرور الزمن وذلك بسبب وفاة عدد كبير منهم، ليصل عددهم حاليا إلى 14 مؤذنا بعد إضافة إلى هؤلاء الثلاثة الجدد أخيراً»، مشيرا إلى أن المسجد الحرام يستوعب أكثر من هذا العدد بحسب ما تراه رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وعن آلية عمل المؤذنين ال 14 في هذه الأيام وكذلك خلال شهر رمضان المبارك قال: «هناك جدولة يتم تنسيقها من قبل الرئاسة، يتم بموجبها تعميمها على مؤذني الحرم المكي كافة بحيث يعرف كل مؤذن وقت أذانه، والمؤذن الاحتياطي له في حالة منعت الظروف المؤذن الرئيسي عن أداء مهمته». ويختلف أسلوب الأذان المكي عن الأذان المدني فهناك فروقات تعرف من خلالها إن كان هذا أذان مكي أو مدني يقول ملا: «نعم هناك فرق في الأداء فأهل مكة لهم أسلوب في الأداء يختلف عن أي مكان وكل بلد لها أداء معين في الأذان، فتجد الأذان المدني فيه تبحير ورقة في الصوت وأهل المدينة يمتازون برقة الصوت، بينما نمتاز نحن في مكة بقوة الصوت، والحمد لله استطعت أن أجمع بين صوت المدينة والأسلوب المكي قدر المستطاع». وللأذان مقامات تزين جماليته عند قيام المؤذن بأداء هذه المقامات يقول شيخ المؤذنين «هناك أذان شرعي وهو قصير ويخلو من التبحير أما التبليغ وهو ما يؤدى خلف الإمام فلأدائه مقامات وهذه المقامات مجموعة في كلمة «بحمر دسج» وهذه المقامات عرفناها من خلال الخبرة ومرافقة كبار المؤذنين لكنها تدرس عند المنشدين.. فتجد بعض المشايخ يقرأون في الحرم بأنغام قد لا يعرفونها لكننا نحن نعرفها».