نظمت لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم بالأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، بدعم من مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، حلقة نقاش تحت عنوان (تجارب التأصيل الإسلامي للعلوم بفندق السلام (هوليدي إن) بجدة والتي شارك فيها نخبة من المفكرين والعلماء والباحثين، جاءت الحلقة الأولى يوم الأربعاء الساعة الخامسة مساءً وتحدث فيها د. عبد الرحمن الغامدي المتخصص في أصول التربية بجامعة الملك سعود بالرياض ود. عبد العزيز المحيميد الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود. أكد الدكتور الغامدي في محاضرته: أن عمليه التأصيل ليست وليدة العصر، وإنما تعود لبداية الوحي حين نزل قوله تعالي (اقرأ)، والإهتمام بالتربية و التعليم هو سر تقدم الأمم ونهضتها، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت التربية والقرآن مليء بالشواهد التربوية، وكما يقول أحد الباحثين بأنه كنز من كنوز الثقافة الإسلامية، وأشار: بأن التمكين من التراث، ضرورة لمن يعتني بعملية التأصيل الإسلامي للعلوم التربوية. أما محاضرة د. المحيميد فأوضح فيها: بأن التربية موجودة في القرآن ولكننا تركنا كل ذلك وبحثنا عنها عند الغرب، وهذه النظريات بنيت على غير العقيدة الإسلامية، وفيها أشياء مفيدة، وما خالف عقيدتنا منها تركناه، فالحكمة ضالة المؤمن، وأشار: بأن التربية وجدت منذ وجد الإنسان عن طريق التقليد والمحاكاة في الصيد والزرع، والإنسان ليس كما هو مزعوم في الغرب أنه جاهل غافل ، ولكن القرآن يقرر غير ذلك فيقول تعالى وعلم آدم السماء كلها. * وجاء اللقاء الثاني حول التأصيل الإسلامي لعلم النفس وتحدث فيه د.عبد الرحمن الطر يري بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة الملك سعود، والذي أكد بأن المعرفة النفسية حتى في الوقت المعاصر غريبة المنشأ في نظرياتها وتطبيقاتها، ولا يمكن أن يقال أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية، فالقرآن والسنة تناولتا النفس الإنسانية بصورة مجملة لا تفصيلية، سواء بأصل الإنسان وتكوينه أو سلوكه على الأرض. أما د. عبد العزيز النغميشي، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود فأشار: في مشاركته: بأن عملية التأصيل لابد فيها من الإلمام بالقرآن وعلوم السنة والتراث والإلمام بالتخصص و المنهجية والمرونة ومقاصد الإسلام وكلياته. وتحدث د جعفر شيخ إدريس، بالجامعة الإسلامية المفتوحة بأمريكا: عن المعرفة ووسائلها، وإذا ما وجد تعارض بين مصادر المعرفة المختلفة كالكون والنص، وأشار إلى تناول ابن تيمية من علماء السلف لتلك القضية، وأنه ليس من الدين أن ننكر شيئاً أنكرته الحواس. *وفي اليوم الثاني شارك د.نصر عارف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد حول التأصيل الإسلامي للعلوم السياسية وأشار: بأنه منذ سقوط الخلافة، وهناك محاولات لهذا التأصيل باستيعاب روح العصر والدعوة إلى إحياء نظامه الذي كان قائماً والهدف منها، إثبات أن يكون هناك إمكانية أن يعيش الإسلام في هذا العصر تحت شعار صلاحيته لكل زمان ومكان. وجاءت محاضرة د. إبراهيم رجب أستاذ التربية بجامعة الأزهر ليوضح: بأن البعض يعتبر قضية التأصيل قضية دعوية ولكنها قبل ذلك قضية منهجية، وهو ما يستدعي القراءة في فلسفة العلم، الذي بدونه لن تعطى قضية التأصيل حقها. وكان من أبرز المتحدثين د. توفيق علوان، استشاري جراحة الأوعية الدموية بجامعة الإسكندرية حيث ذكر ريادة الحضارة الإسلامية للعالم، وأنه لابد أن نتحرك من هذا المنظور وهذه الروح، وأكد أن حضارة الإسلام ترفض التقليد، وكانت لها الريادة في كافة مجالات العلم في الوقت الذي كانت الكنيسة فيه عدوة العلم. وفي الختام جاءت توصيات المشاركين على ما يلي : 1- التأكيد على أهمية تعزيز مسيرة التأصيل الإسلامي للعلوم في كافة التخصصات 2- ضرورة مواصلة عملية التقويم والنقد لتجارب التأصيل الإسلامي للعلوم، 3- تقوية أواصر التعاون والتكامل مع المختصين الشرعيين المعنيين بالتأصيل. 4- السعي على إبراز معالم منهجية التأصيل الإسلامي. 5- العمل على زيادة الوعي بأهمية التأصيل الإسلامي للعلوم وخاصة في مؤسسات التعليم العالي.، 6- الإسهام في تقديم حلول مؤصلة لمشكلات المجتمع الإسلامي.، 7- الدعوة على استمرار جهود التأصيل من خلال عقد الحلقات والندوات والمؤتمرات، ونشر الكتب والبحوث والدراسات وإقامة المسابقات العلمية.