شرعت وزارة الداخلية في تطبيق إجراءات صارمة بهدف التصدي لطرق سرقة جديدة تستهدف سيارات التأجير المنتهي بالتملك بعد أن رصدت تواطؤا بين اللصوص وموظفين في بعض الشركات يسلمونهم المفاتيح الاحتياطية والرسم التخطيطي لموقع منزل صاحب السيارة مقابل مبالغ مالية. ومعلوم أن شركات السيارات تحتفظ بنسخة من المفاتيح والرسم الكروكي بهدف سحب السيارة في حال تخلف صاحبها عن سداد الأقساط الشهرية. ووفق عاملين في شركات السيارات، فقد تلقوا خلال الأيام الماضية تعليمات مشددة من وزارة الداخلية عن طريق الغرفة التجارية تنص على وضع ضوابط للاحتفاظ بالمفاتيح داخل الشركة وتحديد مسؤول مباشر محل ثقة يكون مرتبطا بمدير الشركة، على أن تضبط جميع إجراءات تسليم واستلام المفاتيح بمستندات رسمية موثقة، وفي حالة تفريط المنشأة بهذا الأمر فإنها تتحمل المسؤولية كاملة. ويأتي تحرك الجهات الأمنية بعد أن توفر معلومات لدى شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة منطقة الرياض عن تورط أحد الأشخاص بارتكاب سرقة السيارات المباعة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك، حيث أفاد بعد القبض عليه والتحقيق معه أنه يقوم بهذا العمل بمساعدة أحد العاملين في مجال السيارات المباعة بالتأجير من الأشخاص المتأخرين عن سداد الأقساط لتلك السيارات وعرض عليه فكرة شراء مفاتيح تلك السيارات الموجود نسخة منها لدى الجهة المؤجرة بخمسة آلاف ريال لكل مفتاح مع مخطط لموقع المنازل. واعتبرت وزارة الداخلية في تعميمها على الغرف التجارية، أن هذا الأسلوب \"يمثل ظاهرة جديدة وخطيرة تدل على عدم الاهتمام واللامبالاة من أصحاب وكالات السيارات التي تنتهج هذا التنظيم الخاص بسيارات العملاء وتعريضها للسرقة من قبل قلة ضعاف النفوس العاملين لديها وذلك بالثقة المفرطة بهم وتسليمهم نسخا للمفاتيح دون رقابة عليهم\". وشددت على أهمية أن تكون مفاتيح السيارات المباعة بنظام التأجير محفوظة في مكان آمن ولدى أشخاص جديرين بالثقة ووفق إجراءات رسمية يشرف عليها المدير المسؤول المباشر الذي قام بتأجير السيارة، ويكون التسليم والاستلام لهذه المفاتيح بموجب مستندات رسمية موثقة، وفي حالة تفريط المنشأة بهذا الأمر وتعرض أي سيارة للسرقة بهذا الأسلوب فإنها تتحمل المسؤولية. وكانت شرطة الرياض قد أوقعت في وقت سابق بأربعة سعوديين تورطوا بتشكيل عصابة لسرقة السيارات المؤجرة بنظام التأجير المنتهي بالتملك، حيث اعترف أحدهم بعد القبض عليه والتحقيق معه بأنه يتعاون مع أحد الموظفين في شركة سيارات كبيرة ( عبداللطيف جميل ) ، ممن يعملون على سحب السيارات التي يتخلف أصحابها عن السداد الشهري بحيث يعطيه مفاتيح السيارة ورسم كروكي لموقع المنزل مقابل مبلغ مالي يدفعه السارق، كما اعترف أيضا أن هناك شخصين يساعدانه في استخراج استمارة ولوحات جديدة، وهو ما أفضى إلى القبض على جميع أفراد الشبكة.