من أشهر الشخصيات الكرتونية الطريفة؛ فأرا التجارب (بنكي وبرين)، اللذان تدور أحداث حلقات مسلسلهما الكرتوني على حلمهما في السيطرة على العالم، ومن أجل ذلك الهدف أمضيا عمريهما في حياكة الخطط والمؤامرات من مقر إقامتهما في أحد المختبرات العلمية، ومع أن معظم تلك المحاولات كانت عبقرية إلا أنها دائماً ما تبوء بالفشل الذريع، و يُعاودان أدراجهما إلى قفصهما في مكان منزوٍ من ذلك المعمل، ومع حالات الفشل المتكررة إلا أن ذلك لم يثن عزم الفأرين الطريفين عن ملاحقة سراب حلمهما المضحك. حلم فأري التجارب (بنكي و برين) نشاهده يتكرر في بعض الدويلات الصغيرة في هذا العالم، حيث نجح بعض المنظرين الذين استقدمتهم في إقناع قادة تلك الدويلات بفكرة السيطرة على العالم، وأن العملية غاية في البساطة ولن يكلف الأمر سوى (خطيب) في منبر أحد المساجد يتخصص في مهاجمة دول معيّنة، ويحشد ضدها ويتترس خلف جبَّته الدينية حتى تحصّنه من النقد، لأن نقده إنما هو نقد للشريعة التي يمثلها، ثم يأتي دور المناضلين (الوافدين) الذين تم تجنيسهم من أجل مهاجمة دولهم السابقة من على أرض تلك الدولة الطامحة بالزعامة، وقبل ذلك وبعده فإن كلمة السر في خطة المدرب المحترف نحو (العالمية) هو فتح خزائن الدولة لتمويل ذلك المشروع الطموح، وإيجاد هالة نضالية معدة للتصدير للخارج وليس للاستهلاك المحلي، لإنها دولة تجاوزت تلك (الترهات) ووصلت لمرحلة تعليم الدول (الشقيقة) مبادئ الحرية والديمقراطية، ولا تنسى إدانة القمع أو أي سلوك مناهض لأبجديات حقوق الإنسان، يحدث في الكرة الأرضية، وهكذا ومع ديمومة تلك الإجراءات النضالية سيتورم اسم تلك الدويلة ويتعاظم شأنها وتصبح دولة عظمى تشارك في صناعة القرارات المصيرية لهذا الكوكب، وما سبق (تقريباً) هو ملخص النصيحة التي قدمها المفكر (المحترف) للقادة السياسيين هناك، واستطاع أن يبيعها عليهم ويشرف شخصياً على تنفيذها. ومن (بنكي وبرين) إلى تلك الدويلة؛ يبقى حلم الزعامة هو المهيمن على البشرية سواء كانوا أفراداً، أم انضموا في دول مدنية حديثة، ومعظم النزاعات التي حدثت في العصر القديم والحديث كان مشعل شرارتها ذلك الهوس الساحر والرغبة الإنسانية المتجددة بالزعامة والسيطرة، لكن هناك فرقاً بين (الأمنية) التي لها ما يؤيدها من أبجديات العقل البشري، وبين الأحلام الخيالية التي تشبه حلم (بنكي وبرين) بالسيطرة على العالم الذي لا يمكن تصوره إلا في برنامج كرتوني ساخر. للكاتب عبدالرحمن اللاحم نقلا عن الشرق