يوشك البرازيلي نيمار على الاختيار بين عرضين لناديين لم يتم الكشف عن اسميهما، ويعتقد على نحو كبير أنهما برشلونة بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، وغريمه ريال مدريد بعد موافقة سانتوس أول من أمس (الجمعة) على بيعه. وقال سانتوس الذي ينافس في الدوري البرازيلي، إنه أنهى ثلاثة أعوام من الصراع، للإبقاء على اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً الذي يمثل أمل البرازيل في نهائيات كأس العالم العام المقبل، ووافق على بيعه مع منحه الحق في اختيار عرض يناسبه، إلا أن القرار لا يبدو قريباً. وأضاف النادي في بيان بموقعه على الإنترنت: «في مواجهة العروض المقدمة، وفي ظل العقد الحالي للاعب، قرر مجلس إدارة النادي بيع اللاعب». وتابع البيان: «خلال اجتماع لممثلي مجلس إدارة نادي سانتوس، تم إبلاغ المهاجم نيمار بالعروض التي تلقاها النادي، وسيقوم اللاعب بدراستها في الأيام المقبلة قبل أن يتخذ القرار النهائي». ونقل عن نيمار قوله لصحيفة جازيتا اسبورتيفا أثناء مغادرته لإستاد فيلا بيلميرو مع والده، «أنا سعيد باهتمام الناديين، فهذا يجعلني أشعر بالفخر، إلا أنني سأعود الآن إلى منزلي، لأن أمي في انتظاري». وذكرت الصحيفة، أن نيمار سيلعب مع سانتوس في مباراة الفريق الأولى ضمن الدوري البرازيلي أمام فلامنغو في برازيليا اليوم (الأحد). وحضر ممثلو الناديين الإسبانيين الكبيرين إلى البرازيل، وهم في انتظار قرار نيمار، بينما قدرت صحيفة فولا دي ساو باولو قيمة أحدث عرض مقدم من برشلونة بنحو 74 مليون ريال برازيلي (36.12 مليون دولار). وفي حال انتقال نيمار إلى برشلونة باعتباره الخيار الأرجح، فإنه سيلعب إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم في آخر أربعة أعوام. ويسعى بطل إسبانيا لتحديث تشكيلته، بسبب ما يراه تراجعاً كبيراً هذا الموسم، وفقاً لمعاييره المرتفعة بعد أن خرج برشلونة من الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي. ونيمار الذي ينظر إليه باعتباره خليفة لبيليه، هو اللاعب الوحيد الذي لم يكن محترفاً في أوروبا، وشملته قائمة نهائية أعدها الاتحاد الدولي ال«فيفا»، لاختيار أفضل لاعب في العالم لعام 2012 ضمّت 23 لاعباً. وكان نيمار هدفاً لكبرى الأندية الأوروبية في آخر ثلاثة أعوام بما في ذلك تشيلسي الإنكليزي عام 2010. وكان سانتوس يرفض حتى وقت قريب العروض كافة، وحُسّن من عقده، ليشمل عقود رعاية من أجل البقاء ضمن صفوفه. وبات نيمار المبتسم دوماً من مشاهير الرياضة، كما أصبح عنصراً حاضراً على شاشات التلفزيون، ويسعى معجبوه إلى تقليد طريقة تصفيفه لشعره. وقال نيمار في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، إنه وقّع لسانتوس إلى ما بعد كأس العالم العام المقبل، إلا أنه كان يردد دوماً أنه يفضل الانتقال إلى برشلونة. ومع ذلك، ومنذ منتصف العام الماضي بات انتقال أفضل لاعب في أميركا الجنوبية حالياً امراً محتملاً بشدة مع تراجع مستوى سانتوس، وطلب اللاعب من الفريق تعزيز صفوفه. وبات موضوع انتقال نيمار إلى أوروبا من عدمه محور الجدل داخل المنتخب البرازيلي، بالنظر إلى اعتقاد بعض اللاعبين في أهمية انتقاله، لكي يكتسب الخبرة في مواجهة كبار المدافعين في العالم. وظهر نيمار مع سانتوس وهو في سنّ 17 عاماً، وذلك عام 2009، وساعد الفريق من العام التالي في الفوز ببطولة باوليستا الخاصة بولاية ساو باولو وبطولة كأس البرازيل. ورفض دونغا مدرب منتخب البرازيل وقتها ضم نيمار إلى تشكيلة المنتخب خلال نهائيات كأس العالم 2010 على رغم مطالبات الجماهير ووسائل الإعلام. وأكد نيمار قدراته كعنصر يستطيع حسم المباريات من طريق مهاراته في المراوغة وإنهاء الهجمات ببراعة، عندما قاد سانتوس للتتويج بثالث ألقابه على صعيد كأس ليبرتادوريس للأندية أبطال أمريكا الجنوبية عام 2011، وهو أول لقب يحرزه الفريق على صعيد تلك البطولة القارية، منذ أن كان بيليه في قمة مجده في أوائل الستينات من القرن الماضي. ومع ذلك، فإن أداءه مع البرازيل كان محبطاً دوماً، وكان ضمن المنتخب البرازيلي الذي خرج من دور الثمانية لكأس أميركا الجنوبية في الأرجنتين عام 2011 الذي خسر ذهبية دورة لندن الأولمبية أمام المكسيك العام الماضي. وتعرض نيمار لصيحات الاستهجان من الجماهير البرازيلية في مباريات ودية في ساو باولو وبيلو هوريزونتي، إلا أنه نال ثقة المدرب لويس فيليبي سكولاري، لخوض البطولتين الكبيرتين اللتين ستقامان في البلاد، وهما كأس القارات الشهر المقبل، وكأس العالم 2014. .