تسببت تغريدة للدكتور طارق الحبيب الاستشاري النفسي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في اختصام شديد بين محبيه والمدافعين عنه وآخرين رأوا في التغريدة شطحات كثيرة ليس أقلها الفلسفة الزائدة وليس أبعدها "سوء الأدب مع الله"، خصوصا مع مشاركة دعاة في التعليق على التغريدة. وكان الدكتور الحبيب قد كتب عبر حسابه تغريدة قال فيها: "نافس ربك في العطاء.. استمر في عطاء عباده مستمتعاً لا متكلفاً.. راجياً كرم منافسة ربك.. ما أجمل السباق مع الله إلى الله". وفيما حمل آلاف المغردين تغريدة الحبيب على المعنى الحسن وأن مقصودها المسارعة إلى عمل الخيرات والتقرب بها إلى الله خاصة مع تاريخ سابق لصاحبها في محبة الخير ومساعدة الآخرين، إلا أن ذلك لم يمنع غيرهم من إبداء اعتراضهم على ألفاظ التغريدة حتى أنشأ عدد منهم هاشتاقا بعنوان "الحبيب ينافس الله". وقال الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي سابقا إن "بعض أطباء النفس يحتاج فعلا من يقرأ عليه" وإن أقل ما يقال عن ألفاظ هذه التغريدة إنها "سوء أدب مع الله". وساءل الشيخ من يقول إن الحبيب لم يقصد: "ما قلتوا عن آل الشيخ وإلا كاشغري إنهم أخطأوا في التعبير"، متابعاً: "يستطيع أي منصف أن يدرك أن تدين مجتمعنا قبلي مناطقي في حال تتبع ردود الفعل المتدينة لأخطاء متشابهة وقعت من أناس مختلفي المناطق والقبائل"، ليختم تغريداته: "جميل أن تلتمس العذر لمن أخطأ لكن القبيح أن تلتمسه لأناس لهم مكانة عندك وتقسو على من ليسوا كذلك". فيما قال الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه المشارك بجامعة القصيم: "خطأ التعبير عند التحدث عن الله أو عما عظمه الله يجب أن يُنبه عليه. لكن هذا لا يُلغي تلمس العذر للمخطئ والتلطف في تنبيهه"، موضحا أن "الله أعظم عطاء وأوسع كرما من أن ينافسه عبده فلو أعطى كل سائل مطلوبه ما نقص ذلك من ملكه شيئا.. ومن أخطأ لفظاً فليعتذر وليعذر!". من جانبه، رد الدكتور الحبيب على الجدل الدائر حول تغريدته بدعاء قال خلاله: "اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك.. اللهم إني أنشدك زيادة في حسناتي دون نقصان في حسنات من يسيء إلي اللهم هبه رقيا يسعده ويشغله عن شتم سواه". وأضاف الحبيب: "كلما انشغل الناس بجرّك للوراء فانشغل بالسير إلى الأمام... ما أجمل أن تنشغل بنفع جماعة تنشغل بشتمك.. إنه الترياق المحمدي". وحاول الحبيب تفسير مقصوده من التغريدة بالقول: "نافس ربك في العطاء مستمدة من الحديث القدسي: من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا.. تشجيع من رب عظيم حنون لعبد ضعيف مقصر".