تدنت أسعار خام برنت أمس في لندن للمرة الأولى منذ أربع سنوات عن عتبة أربعين دولارا، بعد ساعات على صدور أرقام كارثية للبطالة في الولاياتالمتحدة عززت فرضية انكماش الطلب على النفط حتى عام 2009. وتراجعت الأسعار في بورصة لندن إلى 39.50 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ مطلع يناير 2005. وتم تداول برميل النفط المرجعي الخفيف في نيويورك، بسعر 44.37 دولارا. وتسارعت وتيرة التراجع خلال أسبوع أسود حيث انتقلت الأسعار للمرة الأولى الخميس منذ قرابة أربعة أعوام إلى ما دون عتبة 45 دولارا للبرميل في نيويورك، وهي عتبة ازدادت عمقا في لندن. وفي غضون أسبوع، خسر النفط 11 دولارا في لندن، أي 20% من قيمته. وواجهت السوق النفطية غياب ردود الفعل من منظمة أوبك حيال تدهور الأسعار، ذلك أن المنظمة أبقت على حصصها الإنتاجية دون تغيير خلال اجتماعها التشاوري السبت الماضي في القاهرة. إلى ذلك خفضت وكالة الطاقة الدولية أمس توقعاتها للنمو في الطلب العالمي على النفط في عام 2009 وهو أحدث حلقة في سلسلة تعديلات بالنقصان من جراء تدهور أوضاع الاقتصاد العالمي. وقالت الوكالة في تقريرها عن سوق النفط على الأجل المتوسط إنه من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط 220 ألف برميل يوميا في عام 2009. وكان التنبؤ السابق للوكالة أن ينمو الطلب بمقدار 350 ألف برميل يوميا في تقرير شهري في 13 نوفمبر الماضي. في السياق ذاته قال بنك الاستثمار الأمريكي ميريل لينش إن من المرجح أن تواصل أسعار النفط الانخفاض خلال فترة غير قصيرة العام القادم وإنها قد تصل إلى 25 دولارا للبرميل قبل أن تنتعش. وأوضح البنك في مذكرة بحثية أن أسعار النفط من المتوقع أن تبدأ الانتعاش في النصف الثاني لعام 2009. وخفض ميريل لينش تنبؤه لمتوسط أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي وخام برنت بحر الشمال إلى 50 دولارا للبرميل من التقدير السابق للخامين 90 دولارا. وقال البنك في مذكرته \"مع انحسار الطلب في أنحاء المناطق الرئيسية لاستهلاك النفط جميعا فإن أسعار خامات القياس الرئيسية للنفط تواصل الهبوط وفي الأجل القصير فإن الاهتمام في السوق سيتركز على استجابات أوبك وربما أيضا المنتجين من خارج أوبك لتحقيق توازن السوق.\" وأشارت المذكرة إلى أن هبوطا مؤقتا دون 25 دولارا للبرميل أمر محتمل إذا امتد الكساد إلى الصين والمطلوب إجراء تخفيضات كبيرة للإنتاج من خارج أوبك. وذكرت أن أسعار النفط قد تهبط بشدة في نهاية الربع الأول لعام 2009 أو أوائل الربع الثاني لعام 2009 مع الهبوط الموسمي للطلب. وتوقعت بعد ذلك مع بدء انتعاش النشاط الاقتصادي أن تشهد أسعار النفط انتعاشة طفيفة في النصف الثاني لعام 2009.