قالت زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان الفرنسية اليومية نشرت اليوم الاحد ان زوجها أطاح به انقلاب "مدبر" لكنه مستعد لمواجهة محاكمة "عادلة" في بلاده. وفر بن علي مع زوجته الى السعودية بعد أن اجتاحت الاحتجاجات تونس في 14 يناير كانون الثاني 2011 وقد حكم عليه غيابيا بالسجن عشرات السنين بتهم قتل مئات المحتجين في بلدات وسط تونس التي بدأ فيها ما عرف بعد ذلك بالربيع العربي. وقالت زوجته ليلى الطرابلسي فيما وصفته الصحيفة بأول مقابلة صحفية لها منذ مغادرتها تونس "لا اصفها بأنها احتجاجات. "بالنسبة لي هو انقلاب مرتب ومدبر ومخطط له لكنني لا اعرف من قاده." وأضافت انها لا تصدق "مطلقا" ان ما جرى كان ثورة تلقائية نتجت عن شعور الشبان التونسيين بالاحباط. وقالت الصحيفة ان المقابلة اجريت من خلال عبر موقع سكايب من مكان اقامة بن علي في السعودية. وتتعرض الحكومة التونسية لانتقادات مستمرة بسبب فشلها في اقناع السعودية بتسليم بن علي وزوجته مصففة الشعر السابقة التي اعتبر كثير من التونسيين نمط حياتها المترف واثراء اقاربها بشكل فاحش علامات على فساد حكم بن علي. كما اتهم الرئيس السابق بجرائم تتراوح بين الفساد والتعذيب. ونفت الطرابلسي الاتهامات الموجهة لزوجها بأنه امر باطلاق النار على اكثر من 300 شخص خلال انتفاضة العام الماضي. كما تساءلت عن سبب عدم موافقة الحكومة التي تولت السلطة في تونس بقيادة الاسلاميين العام الماضي على تسليم التسجيلات الهاتفية بين بن علي ووزارتي الدفاع والداخلية كأدلة. ونقلت عنها الصحيفة قولها "لا يسعني الا ان أعبر عن شعوري بالاسف لفقدان ارواح واقدم تعازي الصادقة الى هذه العائلات." وقالت لو باريزيان ان الرئيس السابق -75 عاما- ظهر لفترة وجيزة وراء زوجته أثناء المقابلة مرتديا قميصا رياضيا ابيض اللون. وقرأت ليلى الطرابلسي - التي تعترف بأنه كان ثمة متسع لتطبيق مزيد من الحرية السياسية في عهد زوجها - رسالة منه قال فيها انه يحزنه أن التونسيين نسوا انه خلال حكمه الذي استمر 23 عاما أخذت البلاد بالحداثة وتحسن المستوى المعيشي للجميع. وقالت الطرابلسي التي صدرت مذكراتها بعنوان "حقيقتي" الاسبوع الماضي "نحن مستعدان لمواجهة العدالة بمجرد ان تصبح عادلة بلا تجاوزات ولا تحيز. "للاسف هذا ليس الحال اليوم." وتحدثت زوجة الرئيس المخلوع عن احداث يوم رحيلهما عن البلاد قائلة انهما ما كانا في اي وقت يتصوران مغادرة البلاد نهائيا وان زوجها اتصل بها مقترحا السفر الى السعودية لاداء العمرة حتى "تهدأ الامور". وقالت "كان زوجي في المطار بالفعل وبذل -قائد الامن- علي سرياتي كل ما يمكن لاقناعه بالرحيل برغم انه لم يكن يريد ذلك. لم تكن معنا امتعة أو اموال أو جوازات سفر."