( الأولى ) : تتجه أنظار الشارع الرياضي مساء اليوم صوب استاد الأمير عبدالله الفيصل في محافظة جدة، إذ يقام اللقاء الكبير بين قطبي «المنطقة الغربية» فريقي الأهلي والاتحاد ضمن منافسات الجولة ال 11 من دوري زين، فيما يلتقي التعاون والنصر في المواجهة الثانية على ملعب الأول في بريدة. الأهلي – الاتحاد مواجهة تنافسية لا تعترف بأي اعتبارات تسبق صافرة بداية المباراة، واعتادت الجماهير على الاستمتاع بمواجهات الفريقين لما تحمل من إثارة وندية، بل وبعض الجماهير تصنف المواجهة بالبطولة المصغرة عطفاً على التنافس الأزلي، ما جعل إدارتي الناديين تحرصان على الإعداد الأمثل سواء من النواحي الفنية أم النفسية أم رصد المكافآت المجزية من أجل تحفيز وشحذ همم اللاعبين، والفوز في غالب الأحيان كفيل بمسح إخفاقات الفريق السابقة أمام جماهيره التي تعتبر التغلب على الغريم التقليدي ذي نكهة مختلفة عن جميع الانتصارات الأخرى. في السنوات الأخيرة كانت السطوة لمصلحة الفريق الاتحادي، إذ هيمن على معظم نتائج الفريقين عدا بعض المباريات التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، إلا أن المعايير اختلفت هذا الموسم فالفريق الأهلي يعيش أفضل أحواله الفنية وبات أحد المنافسين على مراكز المقدمة، والفرصة مواتية تماماً للثأر من الغريم التقليدي، خصوصاً وأن الفريق الاتحادي يعاني أخيراً من تدهور الأوضاع الفنية والإدارية ما تسبب في تسريح المدرب البلجيكي ديمتري وتكليف المدرب الوطني عبدالله غراب. الأهلي يحتكم على 20 نقطة في المركز الرابع، وسيكون في غاية الحرص على تجاوز «الدربي» والخروج بكامل نقاطه لمواصلة الزحف نحو مراكز المقدمة بكل ثبات، والمدرب التشيخي جاروليم تحت يده أجندة أكثر من جيدة تمكنه من فرض ما يريد على المستطيل الأخضر بتواجد البرازيلي الرائع كماتشو في منتصف الميدان كصانع لعب ومنفذ بارع للكرات الثابتة، وسجل تألقاً لافتاً في المباريات الأخيرة أسعد عشاق الفريق، كما أن البرازيلي الآخر فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني يشكلان قوة ضاربة في خط المقدمة، إضافة إلى حيوية تيسير الجاسم ومنصور الحربي. أما الاتحاد فيدخل المواجهة من الخانة الخامسة ب 14 نقطة، ويبحث مدربه الجديد عبدالله غراب عن استعادة جزء من هيبة خطوط الفريق، وتسجيل بداية جديدة للمزاحمة على مراكز المقدمة، ومهمة غراب ليست بالسهلة في ظل تدهور الأوضاع الفنية وتراجع الروح المعنوية للاعبين، وسيكون اعتماده الأكبر على خبرة محمد نور في مثل هذه المواجهات وكذلك قتالية وحماسة أسامة المولد، ومن المنتظر أن يلجأ المدرب الاتحادي إلى إغلاق المناطق الخلفية على غير العادة والاكتفاء بنايف هزازي وحيداً في خط المقدمة ومحاولة استثمار اندفاع لاعبي الأهلي من خلال بناء الهجمات المرتدة السريعة. التعاون - النصر يتسلح التعاون بالأرض والجمهور سعياً للاستفادة من أوضاع ضيفه والتقاط ثلاث نقاط ستكون ثمينة جداً في حسابات الفريق على سلم الترتيب، والمدرب الروماني فلورين متروك مطالب بتصحيح الأخطاء الأخيرة التي تسبب في فقدان الفريق العديد من النقاط السهلة والتعرض إلى خسائر موجعة أثارت حفيظة الجماهير، والتعاون يضم أسماء بارزة تستطيع تحقيق طموحات عشاق الفريق بتواجد المغربي صلاح الدين عقال وأحمد الحربي وبدر الخميس وعلي التركي وغيرهم من العناصر التي تعول عليها جماهير السكري الشيء الكثير لقيادة الفريق بعيداً عن مراكز المؤخرة. وعلى الطرف الآخر، يدخل النصر المواجهة وهو متخم بالجراح بعد الخسارة الأليمة في الجولة الأخيرة أمام المنافس التقليدي الهلال، ولا بديل لمدربه الارجنتيني كوستاس عن تحقيق الفوز مقروناً بالأداء الفني لمصالحة الجماهير الغاضبة التي باتت تطالب برحيل الجهازين الإداري والفني، وعلى رغم الفوارق الفنية التي تصب في كفة الضيوف إلا أن ذلك لا يكفي للظفر بنتيجة المباراة، ويدرك كوستاس أن أي نتيجة غير الفوز ستكون بمثابة إعلان رحيله الرسمي، لذا سيكون في غاية الحذر والحيطة أثناء تعامله مع مجريات المباراة، ومتى ما وفق في توظيف إمكانات لاعبيه كما يجب فلن تكون مهمته صعبة في إرضاء الجماهير الصفراء والعودة بالعلامة الكاملة من المباراة.