بث التليفزيون المصري مقابلة مع الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط الذي احتجز بقطاع غزة لأكثر من خمس سنوات في أعقاب تسليمه إلى الجانب المصري في إطار صفقة لتبادل الأسرى سيتم بموجبها الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني بالسجون "الإسرائيلية". وبدا شاليط في حالة صحية جيدة على الرغم من سنوات الأسر، وإن بدا عليه الإرهاق والارتباك خلال المقابلة التي جرت على ما يبدو في مكان تابع للمخابرات العامة المصرية التي قامت بدور الوسيط في الصفقة. وأعرب شاليط الذي أسر في سن التاسعة عشر عن سعادته لإبصاره النور، وقال إنه تلقى نبأ الإفراج عنه من قبل آسريه قبل أسبوع وتابع: "أحسست حينها انها ستكون الفرصة الأخيرة لتحريري"، في إشارة إلى محاولات سابقة باءت بالفشل. مع ذلك قال إنه لم يفقد الثقة في الإفراج عنه في يوم ما "نعم كانت سنوات طوال لكنت كنت متأكدا من أنه سوف يأتي اليوم الذي سأجد فيه نفسي خارج الأسر". وأضاف واصفا مشاعره لحظة علمه بقرب الإفراج عنه "لا أستطيع أن أصف مشاعري حينئذ لكنني شعرت بأني مقبل على لحظات صعبة للغاية". وفي تعليقه على اللقطات التي تم بثها في السابق لها قال "أعتقد أنه تم بث اللقطات من خلال تنسيق بعض الأجهزة الأمن بين بعضها البعض لكن هذا الأمر لم يعني الكثير بالنسبة لي". وأشار إلى أن الإفراج عنه جاء بفضل العلاقات الجيدة لمصر مع حركة "حماس" و"إسرائيل"، واستطرد قائلا: "أعتقد أن المصريين نجحوا من خلال علاقتهم الجيدة مع حماس والجانب الإسرائيلي. لقد ساعدت هذه العلاقات الجيدة في إتمام الصفقة". وحول أول شيء يريد أن يفعله بعد خروجه من الأسر، قال شاليط "لقد اشتقت كثيرا لعائلتي وأصدقائي اشتقت للحديث مع الناس العاديين، والذين سأتحدث لهم عن تجربة الأسر". وقال إنه يأمل الإفراج عن أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني بسجون "إسرائيل" قائلا: "سوف أسعد كثيرا إذا تم تحريرهم ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم". وأعرب عن آمله يأن يساعد الإفراج عنه في التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" وتدعم أواصر التعاون بين الجانبين". وكانت حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة أعلنت أنها توصلت إلى اتفاق مع "إسرائيل" سيتم بموجبه الإفراج عن ألف أسير و27 أسيرة مقابل إطلاق الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط والتي من المتوقع أن تنفذ صباح الثلاثاء . وشاركت ثلاثة فصائل هي "كتائب القسام"، الجناح العسكري ل "حماس"، و"ألوية الناصر صلاح الدين" الذراع المسلح ل "لجان المقاومة الشعبية" و"جيش الإسلام" في عملية نوعية نجحت خلالها في أسر شاليط على حدود غزة في 25 يونيو 2006. وترجع عملية أسر شاليط إلى فجر 25 يونيو 2006 عندما استهدفت عملية نوعية قوة "إسرائيلية" مدرعة من "لواء جفعاتي" كانت ترابط ليلاً في موقع كرم سالم العسكري التابع للجيش "الإسرائيلي" على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية و"إسرائيل". وجاء ذلك عندما نجح عدد من المقاومين الفلسطينيين من التسلل عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه سابقًا تحت الحدود إلى الموقع "الإسرائيلي" مما ساعدهم في مباغتة القوة "الإسرائيلية" وانتهى الهجوم بمقتل جنديين وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر شاليط ونقله إلى مكان آمن في قطاع غزة. وكانت العملية من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيدًا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية حيث تمكن المقاتلون الفلسطينيون من اقتياد الجندي الأسير إلى عمق القطاع بسرعة فائقة على الرغم من التعزيزات الجوية "الإسرائيلية" الفورية في الأجواء، وخصوصًا في سماء مدينة رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.