يرفع المنتخب اليمني لكرة القدم غدا الاثنين الستار عن بطولة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) بمواجهة صعبة مع نظيره السعودي على استاد "22 مايو" في عدن وذلك في الجولة الأولى من مباريات المجموعة بالدور الأول للبطولة التي تستضيفها اليمن من 22 نوفمبر الحالي وحتى الخامس من ديسمبر المقبل. ولم يكن المنتخب اليمني يتمنى بالطبع أن تكون مباراته الافتتاحية أمام المنتخب السعودي العملاق صاحب الخبرة الكبيرة والإمكانيات العالية. ولكن القرعة أوقعته في هذه المواجهة العصيبة مبكرا ليكون اختبارا قويا ومثيرا مع ضربة البداية. ومع النظر إلى الفريقين الآخرين في المجموعة أو إلى باقي المنتخبات المشاركة في البطولة ، يتبين أنه كان من الصعب على المنتخب اليمني الاختيار من بين جميع المنتخبات السبعة الأخرى نظرا لأنهم جميعا يتفوقون عليه من حيث الخبرة والتاريخ والإمكانيات الفنية والبدنية. وعلى الرغم من هذا الفارق في المستوى ، قد تكون المباراة غدا مع المنتخب السعودي العملاق فرصة لأصحاب الأرض من أجل اكتساب الثقة مبكرا لأن معظم مباريات الافتتاح في جميع البطولات سواء كانت إقليمية أو عالمية تتسم دائما بالمفاجآت. وقد تأتي المفاجأة هذه المرة على يد أبناء اليمن في مواجهة الأخضر السعودي لتكون نقطة انطلاق لأصحاب الأرض في البطولة الحالية. وطبقا لإحصائيات الفريقين في البطولات السابقة ، تبدو المباراة مواجهة بين حوت كبير وسمكة صغيرة ، فالمنتخب السعودي هو ثاني أكثر الفرق مشاركة في البطولة الخليجية برصيد 18 مشاركة سابقة كما أنه ثاني أكثر الفرق من حيث عدد المباريات والانتصارات ولا يتفوق عليه في كل ذلك سوى المنتخب الكويتي. وعلى مدار 18 مشاركة سابقة ، خاض الأخضر السعودي 89 مباراة حقق الفوز في 47 منها وتعادل في 20 وخسر 22 مباراة وسجل لاعبوه 138 هدفا مقابل 84 هدفا دخلت شباك الفريق. وفي المقابل ، كان المنتخب اليمني هو الأقل مشاركة على مدار جميع البطولات السابقة حيث بدأت مشاركاته متأخرا وبالتحديد خلال آخر أربع بطولات سابقة وستكون خليجي 20 هي المشاركة الخامسة له. وعلى مدار المشاركات الأربع السابقة ، خاض الفريق 15 مباراة تعادل في ثلاث منها وخسر 12 وما زال الفريق في مرحلة البحث عن الفوز الأول له في بطولات الخليج. ا سجل الفريق ثمانية أهداف مقابل 40 اهتزت بها شباكه. ومن الطبيعي أن يكون حلم الفريق هو الفوز بلقب البطولة الخليجية التي تبدو بالنسبة له بطولة كأس العالم أي أنها بالنسبة له مونديال خليجي. ولكن المنتخب اليمني يدرك صعوبة ذلك على الأقل في الوقت الحالي ولذلك يتركز طموح الفريق حاليا في البحث عن الفوز الأول له. وإذا حدثت المفاجأة وجاء الفوز الأول له على حساب المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح سيكون ذلك دافعا قويا للفريق وسيقلب الحسابات كلها رأسا على عقب في هذه المجموعة خاصة وفي البطولة كلها. وفي المقابل ، يبحث المنتخب السعودي عن بداية قوية اعتمادا على فارق الخبرة. ويدرك الأخضر السعودي بقيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو أن البداية القوية وانتزاع النقاط الثلاث في مواجهة أصحاب الأرض هو الأمل الوحيد للفريق لتعزيز فرصته في التقدم إلى الدور الثاني (الدور قبل النهائي) لاسيما وأنه سيلتقي في مواجهتيه التاليتين مع منافسين أكثر قوة ولديهما من الخبرة ما يجعلهما على قدم المساواة مع الأخضر. ويبدو موقف الفريقين على طرفي نقيض في هذه البطولة حيث يحرص المدرب الكرواتي سريتشكو يوريتشيتش المدير الفني للمنتخب اليمني على المشاركة في البطولة بجميع عناصره الأساسية وبصفوف مكتملة ويعتمد على عناصر تجمع بين الشباب والخبرة ويقودها داخل الملعب النجم الشهير علي النونو الذي يحلم بقيادة الفريق لعبور الدور الأول في البطولة. وفي المقابل ، سعى المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو إلى منح العديد من نجومه الأساسيين راحة من هذه البطولة واعتمد على قائمة معظمها من نجوم الصف الثاني. وسعى بيسيرو من وراء ذلك إلى تخفيف الضغوط على اللاعبين الأساسيين ومنحهم فرصة للراحة قبل أسابيع من مشاركتهم في بطولة كأس آسيا التي تحظى بقدر أكبر من الأهمية. كما يحاول بيسيرو استخدام خليجي 20 كوسيلة لمنح الخبرة الدولية لبعض اللاعبين رغم رغبته في نفس الوقت في إحراز اللقب ليكون بمثابة "عربون" صداقة مع الجماهير قبل بطولة كأس آسيا. ويدرك بيسيرو جيدا أن فارق الخبرة لصالح فريقه يضاهيه مساندة الأرض والجمهور للمنتخب اليمني في مباراة الغد ولذلك سيكون "الحذر" من المفاجآت هو شعار الأخضر السعودي في هذه المباراة الافتتاحية التي قد تكون بالنسبة للفريق لقاء "السهل الممتنع". تجدر الإشارة إلى أنه على مدار المشاركات السابقة للفريقين في كأس الخليج ، التقى الفريقان ثلاث مرات فقط فاز فيها المنتخب السعودي وسجل عشرة أهداف بينما لم يسجل المنتخب اليمني أي هدف. وتحمل مباراة الغد رقم 300 في تاريخ بطولات كأس الخليج التي شهدت على مدار جميع البطولات السابقة 299 مباراة.