المرض الفتاك يصيب مليار ويقتل أكثر من 4000 شخص يومياً ( الأولى ) عبدالله المالكي : أظهر التقرير الجديد لمنظمة الصحة العالمية، أن ثلاثة أشخاص يتوفون في العالم كل دقيقة جراء إصابتهم بمرض السل. وتبين من خلال التقرير الذي نشر أمس في العاصمة الألمانية برلين أن 1.7 مليون شخص في أنحاء العالم لقوا حتفهم جراء السل عام 2009، بينهم 380 ألف شخص مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز". وذكرت المنظمة في تقريرها العالمي حول السل أن نجاح مكافحة هذا المرض تسير بوتيرة بطيئة، لكنها مستمرة في الوقت نفسه. وأشار التقرير إلى انخفاض انتشار مرض السل خلال العقدين الماضيين بنسبة 20 في المائة، حيث كان متوسط معدل المصابين على المستوى العالمي في 1990 يبلغ 250 مصابا بين كل 100 ألف شخص، بينما بلغ المعدل في 2009 نحو 200 مصاب بين كل 100 ألف شخص. كما رصد التقرير انخفاضا في عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالسل في الفترة الزمنية نفسها بنسبة 35 في المائة. وأظهرت البيانات أن معدل الوفيات جراء هذا المرض كان يبلغ 30 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص على مستوى العالم، بينما بلغ المعدل عام 2009 نحو 20 حالة بين كل 100 ألف شخص. وأعربت المنظمة في التقرير عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الحالات المصابة بأنواع من السل شديدة المقاومة للأدوية. يشار إلى أن السل مرض بكتيري يصيب الرئتين، ويمكنه الانتقال من الشخص المصاب إلى الشخص السليم في الهواء عبر رذاذ الفم والأنف. وهو أحد الأمراض المعدية تسببه بكتيريا تعرف باسم جرثومة السل الفطرية، ويؤثر هذا المرض في المقام الأول على الرئتين، غير أنه قد يؤثر أيضا في أي عضو آخر في الجسم. وتشير الإحصائيات إلى إصابة ملياري شخص حول العالم بالبكتيريا المسببة لمرض السل؛ أي ما يعادل ثلث سكان العالم، علما بأن 90 في المائة منهم ينتمون إلى دول نامية. ويرجع عدم انخفاض نسبة الإصابة بالمرض في كثير من الدول النامية والدول ذات الاقتصاديات الانتقالية، إلى عوامل عدة مجتمعة، هي التدهور الاقتصادي، وانهيار الأنظمة الصحية، وعدم تطبيق إجراءات مكافحة المرض على نطاق واف وكاف، علاوة على انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وظهور مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة. وإذا اتحد فيروس الإيدز مع مرض السل في جسد المريض، فالنتيجة هي الموت، ذلك أن كلا منهما يزيد من تطور الآخر، كما أن المصاب بالإيدز والسل في آن واحد يكون أكثر عرضة بمقدار خمسين ضعفا لظهور أعراض الإصابة بمرض السل النشط خلال حياته، مقارنة بالحامل السليم لفيروس الإيدز المصاب بمرض السل في الوقت ذاته.