( الأولى ) وكالات : أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفيرها الأسبق بواشنطن، أن الرياض ترفض الحوار المباشر أو غير المباشر مع إسرائيل، طالما أنها لم تنسحب من أراضي عام 1967، مشدداً على وجوب مواجهة أفكار "المحافظين الجدد" التي "عاودت الزحف من قبور الفشل" في الانتخابات النصفية الأمريكية الأخيرة. وقال الأمير السعودي إن المسألة الأساسية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو حرمان الشعب الفلسطيني لفترة طويلة من العدالة ومن حقوقه الإنسانية الأساسية ومن حقهم في العيش بدولة مستقلة عاصمتها القدس، قائمة على الأرض المحتلة عام 1967، وهو ما تعنيه القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن. وربط الأمير تركي الفيصل، في كلمة أمام مركز كارنيغي للسلام، بين الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان، وظهور تبدلات سياسية فيه، على رأسها الحرب الأهلية التي استمرت سنوات طويلة، وحصدت أكثر من مائة ألف قتيل، إلى جانب بروز دور حزب الله، واكتسابه للشرعية السياسية والتمثيل في الحكومة. وذكر الأمير تركي أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تعلمت من تجارب حزب الله في لبنان، مشيراً إلى أن اندلاع المعارك في القطاع خلال عملية "الرصاص المصبوب" أدت إلى خسائر بشرية فادحة في الجانب الفلسطيني، إلى جانب تدمير الكثير من البنية التحتية والقدرات الاقتصادية الفلسطينية، وصولاً إلى الحصار الذي وصفه بأنه "غير قانوني وغير أخلاقي." وبحسب الأمير تركي الفيصل، فإن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ورفع الحصار عن قطاع غزة وإزالة الفقر المدقع فيه سيضعف حجة الأطراف التي تلجأً إلى المقاومة المسلحة، وسيزيد من متانة العلاقة مع الغرب، مشيراً إلى أن تلك العلاقات كانت قد تعرضت للكثير من التوتر وشهدت "أخطاء كبيرة" أثرت على مصداقية الغرب في المنطقة. وجزم أن حل القضية الفلسطينية سيصب في إطار "الانتصار في الحرب على الإرهاب،" معتبراً أن هذا المصطلح يتغذى من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشدد على أن التفسير الذي يقدمه لهذه الأحداث يساعد في "تفكيك موقف الخصم، وهو في هذه الحالة الفلسفة المحافظة الجديدة في أمريكا." وشدد الفيصل على أن البعض اعتقد أن أفكار المحافظين الجدد كانت قد تراجعت وسقطت بسبب الحرب على العراق، ولكنه حذر من أن تلك الأفكار عادت تبرز برأسها من جديد، عبر الطروحات التي تتناول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأضاف: "المحافظون الأمريكيون، والمتطرفون الصهاينة يلقون على الدوام بالعصي في عجلة السلام، والانتخابات الأخيرة (في مجلس النواب الأمريكي) ستمنح تجار الحرب هؤلاء لمواصلة نشاطهم المفضل في صناعة الحرب، محذراً السياسيين الأمريكيين من مواصلة "الخضوع الحالي" للمحافظين الجدد. وندد الأمير تركي الفيصل، بما جاء في مقال لأحد منظري المحافظين الجدد، وهو روبرت ساتلوف، دعا فيه واشنطن إلى رفض تجميد الاستيطان وعدم الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين، إلى جانب اتخاذ موقف متصلب حيال إيران، لا يستبعد الخيار العسكري. وطالب الأمير تركي ب"عدم السماح لأفكار المحافظين الجدد بالزحف مجدداً خارج قبور الفشل" التي سقطوا فيها، وشدد على ضرورة عدم اتخاذ قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ذريعة لمهاجمة إيران، قائلاً إن آخر ما يحتاجه العالم هو "فنتازيا محافظة جديدة" تقدم الترهيب على التفاوض والقوة على الدبلوماسية.