يوم في حياة شحاذه تتسابق الكلمات فرحا وتتراقص العبارات على وتر من الألم .. تزف بعضها بعضا .. زحمه حكي وراحابه صمت عجيب .....).. لم اكد ابدى بهذه القصه الا وهاتفي يرن مزعجا هذه العبارات ويولد من رحم جوالي انتظار لم يكتمل عيده الى الآن .. نعم .. الاخ عبدالله قلت اذا لم اكن مخطئا انني انا هو .. ضحك المتصل وقال اذا لم تعرفني بعد!؟ فضحكت انا قائلا انت لم تقل الا حقيقه واحده اعرفها منذ ثلاثين سنه وهي اسمي كيف تريدني ان اعرفك !! فرجع يقهقه مره ثانيه مفجرا غضبي ومعلنا عن حاله انزعاج قادمه من نبرات صوته مهدده قلبي المسكين ومستحله روحي البريئه فقلت بكل آدب ماذا يضحكك فقال .. الم تعرفني بعد !! فقلت وماهو المميز الآن بضحكتك حتى اعرفك !! فرجع يضحك من جديد فصرخت غاضبا من معي لو سمحت فلم يرد علي وعم الهدوارجاء المكالمه .. وفجاءه انقطع الاتصال ..!!! . لم اكن اعرف منهو ولم اعاود عليه الاتصال ولا اريد ان اعرفه فلقد اصدمت ضحكاته بغضبي واشعل الغضب بي مثل اشعاله المكالمه بالاستفهام والتعجب ... ذهبت هاربا من هذا الاتصال وامتطيت صهوه سيارتي ولم اقف الا عند اشاره المرور التي اوقفتني عنوةً ! وانا في غيبوبه من الافكار والتسريحات في صاحب الاتصال شاهدت امراءه تحمل طفلا صغيرا بيدها وتطلب المساعده من اصحاب السيارات الواقفين فتحت الاشاره وذهبت ولم يسمحلي فضولي ان استمر فرجعت ادراجي مره ثانيه الى تلك الاشاره ورأيت نفس المنظر امرءاه تتحرك عكس اشاره المرور اذا توقفت السيارات بالاشاره الحمراء هي تتحرك بين السيارات واذا تحركت السيارات ذهبت مسرعه الى ذلك الرصيف متابعه جيده جدا للاشاره زاد فضولي حتى اقتربت منها وقلت ماذا تفعلين .!! وبصوت حزين ونبره تهز الوجدان وتحرج المشاعر قالت : ساعدني يابني واعطني مما اعطاك الله انا ورضيعي .. تبسمت وفعلت مايفعله كل سعودي يصلي ويتشهد .. ولن اقول لكم اني وهبتها شيئا حتى لو فعلت .. انه عملها من الصباح حتى الظهر ومن العصر حتى العاشره مساءاَ ويبدو ان العمل ليس لدى اشارتنا هذه فقط بل مثل نظام الشفتات .!! فتحت الاشاره الخضراء ومعها بدأت افكاري بالانفتاح والاستغراب والاستنتاج ,,, كيف يحصل مثل هذا في بلد يتربع قائمه العالم بموارده النفطية !! كيف يحصل كل هذا في بلد تربى فيه حاتم الطائي ويحكمه ملك الانسانية !! وانا في معمعه افكاري رن هاتفي بنفس الرقم الاول .. ولكنني لم اجب عليه تحسبا الا ياتيني ما جعلني استغرب مره ثانيه !! ولم اجد نفسي الا بموقف السيارات اقف بمحل جاري وهو يضحكك ويقول ليه ماترد على جوالك هذا رقمي الجديد ....... عبدالله بن شويل الشمراني .