العرض والطلب المدمر ( مشكلة – تساؤلات – توصيات ) شاهدت وشاهد الكثير مثلي ماتم عرضه على شاشة القناة السعودية الأولى من الكميات الهائلة التي تم ضبطها من المخدرات بأنواعها والتي حاول المهربون والمروجون إدخالها للملكة العربية السعودية , أرقام مخيفة وصور مرعبة لأنواع وأشكال وطرق التهريب المستخدمة والمبتكرة . تشير الأرقام وتوضح الصور التي عرضت إلى : حبوب مخدرة بالملايين - حشيش مخدر بالأطنان - هيروين ( نقي ) بالكيلوات ( حتى المخدرات صار فيها ذمة وضمير : فهناك موازين وصفات وأسعار ) ألهذه الدرجة يصل حجم السوق الاستهلاكي لدينا ومن هو المستهدف ياترى !! هل الجميع أم شريحة معينة , ومن يقف خلف تلك الكميات الهائلة الخارج أم الداخل ... ( المهربون من الخارج للداخل – أم الطلب المتزايد من قبل المروجين لتأمين حاجة السوق الاستهلاكي من قبل المستخدمين والمتعاطين في الداخل ) هل نستطيع أن نقول أن هذا هو من الاستهداف المتواصل والمنظم والمخطط من الخارج , أم نلغي نظرية المؤامرة التي تأكل وتشرب معنا ونضع اللائمة على نظرية العرض والطلب وهي نظرية اقتصادية تشير إلى أن هناك العديد من المشترين والباعة في السوق ولا أحد منهم له القدرة للتأثير في كمية وسعر البضاعة إلا بناء على معادلة العرض والطلب وعندما نشاهد ونرى تلك الكميات ( فهل ستعرض بالأسواق ويعمل لها دعاية كغيرها من البضائع أم أنها ستذهب لمستخدميها وطالبيها مباشرة بناء على كمية الطلب التي وللأسف هي أكبر من حجم العرض وإلا لما رأينا تلك الصور وتلك الأرقام المروعة ) والسؤال الأهم هو : هل أصبح لدينا سوق بهذا الحجم تتداول فيه هذه الكميات الهائلة من المخدرات ؟ رأي : (من خلال بحوث وقراءات ودراسات وعمل ميداني ) الموضوع تعدى مرحلة التصدي للعرض بقدر ما أننا أصبحنا بحاجة لوقفة جادة مع قضية الطلب ( والطلب المتزايد بالذات ) وإلا فلماذا الطلب على هذا النوع من البضاعة يزادا ولا ينقص ؟ من أين تبدأ التوعية ومن المسئول عنها ( وزارات - إدارات – جهات - جمعيات – أفراد ) ومن هم المستهدفون بها أي بالتوعية ( الشريحة العمرية ) وهل سنبقى نحمل المسئولية للدولة بقطاعاتها الأمنية والحدودية , وننسى أن هناك وزارات وجهات وقطاعات اجتماعية وتربوية وإعلامية , ناهيك عن الدور الأهم والأكبر للوالدين والأسرة وبقدر مانفهم من حديث النبي $ : \" ألا كلكم راع . وكلكم مسئول عن رعيته \" تكون المسئولية قد اتضحت وعرفت أركانها . نعم أيها الآباء ... نعم أيها المربون من البيت وإلى المدرسة ( بل بالتعاون بينهما تبدأ خيوط التوعية والتربية والإصلاح ) فإذا أعتمد كل منهما على الآخر وخاصة أن يعتمد البيت بأركانه الأب والأم على المدرسة فهنا وهنا فقط يعرف السب في كثرة الطلب . وللمعلومية فقط : مستشفيات علاج الإدمان – الإصلاحيات - السجون – دور الملاحظة والرعاية الاجتماعية هي نتيجة التفريط بالبداية – ومنذ البداية – كما أنها ليست النهاية على الرغم من صعوبتها ( والبداية من خلالكم أنتم إن وصلت الرسالة لأصحابها ) نعم : الآباء والأمهات- المعلمون والمربون- خطباء المنابر- إعلامنا السعودي المرئي والمسموع والمقروء ( تلفزيون – إذاعة – صحافتنا الورقية - والإلكترونية ) وختاماً / لأصحاب القرار في هذه البلاد المباركة لا أرى رادعاً نحتاج أن نبحث عن غيره في النظم والقوانين والعقوبات ليطبق بحق المروجين والمهربين خير من هذه الآية في كتاب الله عز وجل والتي تصف المشكلة وتضع الحل : يقول تعالى : (( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) الآية (33) سورة المائدة . ودمتم بخير سلطان بن خلف النوري [email protected]