الحقوا مسؤل عطس !!! يقول الإعلامي الكبير الدكتور بدر كريم في كتابه (سنوات مع الفيصل) الذي أصدره مؤخرا والذي يحكي تجربة ثرية عن مواقف عاشها مع الملك الشهيد بحكم طبيعة عمله الإعلامي آنذاك . أن الملك فيصل رحمه الله واسكنه فسيح جناته شكا وزارة الإعلام إلى المواطنين في بلده وعلى الملاء لأنها كما قال: «دائماً وباستمرار، تعمل خلاف رجاءاتي، أن تتجنب نشر الصور الخاصة بي، أو الكلمات التي تقال فيّ حقي، أو حتى الأغاني التي تقال عني». حدث ذلك أثناء حفلة افتتاحه للمبنى الجديد لوزارة الإعلام في جدة خلال شهر المحرم من العام 1387 ه (أبريل 1967) في خطابه في تلك المناسبة، والذي نقل عبر الإذاعة والتلفاز السعوديين، وأعادت بث إذاعة الخطاب كاملا مع إبراز مضامين الشكوى كبرى المحطات إلاذاعية و التلفزيونية العالمية من خارج البلاد، وعدته حدثاً نادراً. ويؤكد مؤلف الكتاب النادر الأستاذ الدكتور بدر كريم، أن مضامين الشكوى لفتت اهتمام الناس، وتركت أصداء إيجابية واسعة واستحساناً منقطع النظير على المستويين المحلي والعالمي. إذ لم يسبق أن شكا زعيم دولة خاصة وبحجم الملك الشهيد رحمه الله إعلامه في محفل عام، وعلى مرأى ومسمع من العالم، فكانت هذه أول شكوى علنية يوجهها زعيم ضد إعلام بلاده، لكن السؤال الذي فرض نفسه في أمثال هذا الموقف لماذا شكا الملك فيصل إعلامه إلى المواطنين؟ وهل هناك اختلالات في أدائه؟ أم خروج عن مسؤولياته؟ أم أن خططه وبرامجه مجرد دعاية. لنقراء ماقاله الملك الشهيد وهو محتجا وبوضوح : «ليس من مسؤولية الإعلام أن يكيل المديح، أو يتزلف، أو يبرز الصور والمناظر الشخصية، أو للأفراد، أو للمسئولين» لماذا؟ «لأن هذه الأساليب ليست أساليب المؤمن بالله، والمؤمن بوطنه، وأمته».هذا المشهد في عام 1387ه. أي قبل أكثر من أربعين عاما .. في العام المنصرم قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد ابن الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بزيارة تفقدية للعديد من المحافظات والقرى والهجر التابعة لمنطقة مكةالمكرمة واصدر تعليماته المشددة بعدم نشر أي لوحات ترحيبية أو إقامة أي احتفالات أو لوحات دعائية أو إعلانات في الصحف بل انه يقال منع أي مندوب إعلامي من مرافقة سموه في تلك الجولة والتي كان يهدف من خلالها الوقوف على طبيعة الأمور دون أي براويز إعلامية لاجدوى منها وهذا الشبل من ذاك الأسد هذان المشهدان قديما وحديثا لمسؤلينا وولاة أمورنا لم يتغير ولم يتبدل منها شئ . السؤال الذي لم أجد إجابة عليه بعض أشباه المسؤلين الذين تتنطنط صورهم يوميا من صحيفة إلى أخرى حتى إذا عطس أو إذا سعل احد منهم نجد بعض مندوبي الصحف خاصة تلك الحائطية منها تتسارع لالتقاط صورة للمسؤل وهو يضع المنديل على انفه (الحقوا أبو.... عطس) إلا يخجلوا من أنفسهم وسط مشاهد لولاة أمورنا تمتد إلى أكثر من أربعين عاما لم تتبدل ... فعلا شئ غريب . تعتيمه: مهما قدمت للذئب من طعام فانه يظل يحن إلى الغابة. أمنة محمد سردار [email protected]